مارست الرحلة الترفيهية التي جمعت إليها السبت الرابع (4) مايو 2019، تلميذات وتلاميذ المؤسسة التعليمية “مدرسة الأندلس” بالمسيرة الأولى، عمالة مراكش، إلى المنشأة السياحية (منتزه جنان فايزة) الذي يقع على الطريق المؤدية إلى جماعة تحناوت، تأثيرا تعلميا ومعرفيا، اكتشف أثناءه متتلمذة ومتتلمذات نفس المؤسسة المنظمة للرحلة الترفيهية، المنشأة ذات التصميم الهندسي الذي أصل في إنشاء فضاءه تراثا معياريا أندلسيا بخصوصيات مغربية، أكثر ما تتجلى في تناغم الفضاء الطبيعي الذي يحتل من المنشأة مساحات واسعة، تشكل منتزها ترفيهيا مجهز بألعاب الصغار، مع بقية البنيات الأخرى التي تعتمدها منشأة “جنان فايزة” في احتضان جزء من الحركة السياحية بالمدينة، عبر مبيتات (ديور الضيافة)، ويعتبر “المنتزه” حاضنة أنشطتها الترفيهية، ومجموعة المرافق الخدماتية، صالة الألعاب الرياضية، مسبح، مركز للياقة البدنية، الأمر الذي يجعل “منتزه جنان فايزة” مندمجا في إطار البعد السوسيوثقافي للمدينة مراكش.
“كان الفضاء جميلا، مغريا، حقق لتلميذات وتلاميذ مدرسة الأندلس هدفا تربويا أمتعنا بهذا الرصيد المعماري الذي يحكي قسما من الموروث، تعددا حضاريا وثقافيا، يلهم التقاؤنا به، تشكيلنا لهذه الحلقة التي تظهر على وجوهها رغبة مزيد من تحقيق الإمتاع في استرخائنا بظل يحميها من أصيل اليوم الذي ارتفعت به درجة الحرارة”، تعبر التلميذة “ملاك حكير” التي أْقصّتْ بين زميلاتها حكايات بلسان عربي، استمال سمع المحلقين حولها، وأثار احترام تنشيطها الذي اختارت أن يكون الرابط بين أقاصيصها، ليس وحدة الموضوع، إنما القدرة على إعادة إبداع مخزون محكي يحفز أصدقاؤها من التلميذات والتلاميذ على حسن التعامل مع الذاكرة التي لولاها لما احتفظ “منتزه جنان فايزة” بهذه الأطرز المعمارية التي يعود تاريخها إلى العهد الأندلسي الذي كانت لحضارته عناية بالفضاءات الخضراء، والأغراس، وهندسة السواقي والقصور، وهي الحضارة التي تعتبر دول المغرب العربي وريثها الشرعي، خصوصا، المغرب بحكم علاقات القرب الجغرافي مع الأندلس التي استحب أهلها المقام به بعد سقوط الدولة الإسلامية بالأندلس.
هذا الوعي الذي عبر عنه متتلمذة “مدرسة الأندلس” بأهمية المكان، وبأهمية الخروج إليه في رحلة ترفيهية، لم يكن ليتحقق دون إسهام هيئة التدريس والإدارة التربوية للمؤسسة، وبعد جهد التأطير على مدار السنة التي شهدت خلالها المؤسسة برمجة مجموعة من الأنشطة التربوية والتعليمية والثقافية، وأهلتها لأن تندمج من خلال شعار (جميعا من أجل مدرسة المواطنة) الذي أطر الرحلة الترفيهية التي استفاد منها متتلمذة “مدرسة الأندلس” بمنتزه “جنان فايزة” خلال نفس عطلة نهاية الأسبوع من نفس شهر مايو نفس السنة 2019، (أن تندمج) في إطار البرنامج التربوي (المدرسة زوينة نهار الأحد) الذي تقوم عليه الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش-آسفي، وافتتحت من خلاله “مدرسة الأندلس” برامجها التربوية والتعلمية والتكوينية والترفيهية برسم الموسم الدراسي 2018- 2019.