عبد الرزاق القاروني- صحافي بمراكش
بشراكة مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، نظم الصندوق المغربي للتقاعد، يوم الخميس 09 ماي 2019 بعد صلاة التراويح بركح المسرح الملكي بمراكش، أمسية فنية، تم خلالها تقديم عرض مسرحي هادف، تحت عنوان “سير تضيم”.
ويندرج هذا العرض في إطار منتدى المسرح، الذي يعد فكرة نوعية وتجربة إيجابية يروم من خلالها الصندوق المغربي للتقاعد إبراز الدور المؤثر للفن المسرحي التوعوي، ومساهمته في ترسيخ الاهتمام بثقافة الحماية الاجتماعية، عبر خلق دينامية للتواصل والتفاعل المباشر مع مرتفقيه من منخرطين ومتقاعدين وذوي الحقوق.
ومسرحية “سير تضيم” هي عمل فني في خدمة التقاعد والحماية الاجتماعية، ومن الأعمال المتميزة لفرقة إسيل للمسرح والتنشيط الثقافي، من تأليف محمد بوبو، موسيقى، يوسف جودي، سينوغرافيا، رشيد الخطابي وسيدي محمد نجاح، المحافظة العامة، محمد حربيشي ووحيد وقاسي، تشخيص، وسيلة صبحي، فريد الركراكي، محمد الأثير، سعيد آيت باجا، فضيلة بنموسى، ومن توقيع المخرج والممثل بنعيسى الجيراري.
وبهذه المناسبة، ألقى سعيد البوعزاوي، المندوب الجهوي للصندوق المغربي للتقاعد بمراكش، كلمة أشار من خلالها أن هذه المؤسسة، سعيا منها إلى تنويع آليات التواصل مع مرتفقيها ومنخرطيها من متقاعدين وذوي الحقوق، نظمت النسخة الأولى من منتدى المسرح حول ثقافة الحماية الاجتماعية بتاريخ 06 أكتوبر 2018 بالرباط، مبرزا أنه، بعد نجاح هذه التجربة، قامت هذه المؤسسة ببرمجة هذه الفكرة النوعية، عبر جهات المملكة، بشراكة مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، التي تشكرها لدعمها لهذه الفكرة.
وأضاف أن منتدى المسرح هو تجربة مباشرة تفاعلية وإيجابية تهدف إلى نشر وترسيخ ثقافة الحماية الاجتماعية، وبالخصوص مسألة التقاعد المبنية على التعريف بالحقوق والواجبات والموازنة بينهما، من خلال توظيف الفن المسرحي كرسالة مباشرة، وأداة للتحسيس والتوعية قصد تغيير أو تثمين الثقافة السائدة أو التنبيه إلى بعض الإشكاليات المرتبطة بالحماية الاجتماعية، وجعلها في صلب الاهتمام اليومي المستمر، موضحا أن هذا المنتدى هو فرصة للتواصل والتفاعل المباشر مع مرتفقي الصندوق المغربي للتقاعد.
إثر ذلك، تدخل رشيد البلغيتي، صحفي ومنشط هذا الحفل، ليوضح المبادئ العامة لمنتدى المسرح وطريقة التجاوب مع هذا العرض الفني، مؤكدا أن أديبا ومسرحيا برازيليا، خلال بداية ستينيات القرن الماضي، هو من يقف وراء اختراع هذه الطريقة الجميلة للتواصل مع الناس ببساطة حيثما وجدوا، من أجل التحدث عن القضايا التي تهمهم وتهم المجتمع، بشكل عام، أطلق عليها تسمية منتدى المسرح، ويلعب فيها الأدوار ممثلون محترفون وأناس عاديون.
وأشار أن منتدى المسرح اليوم هو مسرحية “سير تضيم”، التي سيشخصها ممثلون محترفون، من بينهم مراكشيون، سيتطرقون لموضوع الحماية الاجتماعية بشكل عام، والتقاعد بشكل خاص، بطريقة مغايرة فيها كثير من الحكي والوضعيات، لكن بطريقة مستفزة وتتضمن أحكام قيمة وصورا نمطية، وأمورا وأشياء، ربما، لن تعجب المتفرجين، داعيا هؤلاء الأخيرين لتدوين ملاحظاتهم واستفساراتهم، في الموضوع، بهدف الإدلاء بها في نهاية العرض، ليصبحوا بذلك طرفا في الأداء المسرحي، ويقوموا بتصويب وتقويم الوضعية التي يرونها نشازا.
وفي الختام، تدخل عدد من الحضور حول بعض المشاهد ضمن العرض المسرحي، التي حاولت، فيما يبدو، تمرير تمثلات وصورا نمطية مستفزة، مما جعلهم، بسلاسة وانسيابية تامة، يصبحون من المؤثثين الفاعلين في زمن وفضاء هذا الفعل المسرحي الاجتماعي المائز والباذخ.
ويذكر أن هذا العرض المسرحي يأتي في إطار جولة مسرحية توعوية وتحسيسية بقضايا الحماية الاجتماعية للمتقاعدين تجوب مختلف ربوع الوطن، خلال الفترة الممتدة من 15 مارس إلى غاية 04 أكتوبر 2019. وحسب شهادة للصحفي البلغيتي، فإن هذا العرض المقدم بمراكش يعد من أجمل وأروع العروض التي تم تقديمها في هذا الإطار، بفعل التناغم والتفاعل الحاصلين بين الفرقة المسرحية والجمهور.