وصف متتبعين للشؤون الامنية القرار بالمفاجئ،اذ لم يعمر المسؤول الامني بالمنطقة الاولى أكثر من سنة،و ذلك بعد استقدامه ليعوض الرئيس السابق الزيداوي الذي تم توقيفه بسبب اخطاء مهنية وتقارير رفعتها الفرقة الوطنية الى المدير العام بوشعيب أرميل.
قرار عزل رئيس المنطقة الاولى في ظروف غامضة و بسرعة قياسية،جاء مباشرة بعد انتهاء فاس من فقرات المهرجان العالمي للموسيقى العريقة في دورته العشرين،وما صاحبها من إنفلاتات أمنية بمختلف مناطق فاس،و خاصة بالمدينة العتيقة، مع توافد شخصيات مهمة ووزانة،ووفود اجنية ،او عند مدخل باب المكينة،التي كانت مسرحا للوجه الحقيقي لمغرب الزبونية و المحسوبية،الذي ثارت عليها الجماهير الشعبية.
و باتت ولاية امن فاس في السنوات الاخيرة ،مباشرة بعد تقاعد المهندس و الاطفائي المتخصص في الانفلاتات و الاستراتجية الامنية محمد عروس،بؤرة توتر و مهد التقارير الامنية السوداء،التي ترفعها لجان المديرية العامة الى المسؤول الاول على أمن المواطنين بالمملكة،إذ عرفت ولاية أمن فاس ترحيل ثلاثة مسؤولين تعاقبوا على مكتب الوالي،بالإضافة الى تحريك مياه مسؤولي المناطق الامنية الاربعة،و توقيف مجموعة من الاسماء بمصلحة الشرطة القضائية.
فرغم ضخ الدماء الجديدة بالمناطق الامنية مؤخرا،فهاهي نتائج المسؤول على الدائرة الامنية ظهرت و حملت معها الفشل ليتم تنقيله في ظرف اقل من سنة،في حين تفيد تقارير متتبعين للشؤون الامنية بالعاصمة العلمية، ان مجموعة من المسؤولين الذين تم إستقدامهم لترأس المناطق الامنية، لا يفقهون في شؤون التسيير الا “السلام عليكم” و خاصة رئيس المنطقة الثانية،الذي يعشق الهواتف الذكية و يترك عمله لتنشر الفوضى و الهجوم على الحواجزو الابواب،بينما كان صاحبنا يلتقط صورا تذكارية كما هو الحال في فقرات باب المكينة في ليلة كاظم الساهر.
و اضافت نفس التقارير ان المسؤولين الامنيين الملتحقين،يصعب عليهم ربط التواصل مع الساكنة،وان لغة الحوار لم يتمكنوا منها جيدا،وأصبحوا يتخذون قرارات عشوائية في مدينة تعرف احتكاكا قويا بين ما هو سياسي و ما هو جمعوي و نخبوي.
و أمام النيران الامنية التي شهدتها فاس،عمدت الادارة العامة للأمن الوطني الى استقدام والي أمن جديد الى العاصمة العلمية،في محاولة لذر الرماد في العيون،و توقيف مجازر القتل و الانفلات الامني،و في نفس السياق قالت مصادر مطلعة ان المسؤول الاول وصل متحمسا من اجل الاشتغال بفاس و ما أدراك ما فاس،لكن حبال النسور و الصقور و الراغبين في إبقاء الوضعية على حالها،و العناصر التي تحاول شيطنة كل شيء من اجل مصالحهم الشخصية، بدأوا في لم الحبال على عنقه و ارضاخه للأمر الواقع، وسوء الفهم مع مجموعة من الادارات الاخرى ،مما جعله في فترات عصيبة يفكر في الرحيل على فاس ،لان أجواء العمل بها مشحونة بصراعات و مصالح خفية لا يعلموها إلا الراسخون في علم دهاليز ولاية أمن فاس.