وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، أمس الخميس، في زيارة رسمية،استعارضية، في أعقاب انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من مئة شخص في المدينة وخلف مئات الجرحى. فيما حذر النائب اليساري في البرلمان الفرنسي وزعيم حركة فرنسا غير الخاضغة ، جاك ميلانشون من أهداف الزيارة ومن التدخل الفرنسي في الحياة السياسية اللبنانية. وقال إن “لبان ليس محمية تحت الوصاية الفرنسية”.
وعقب وصوله إلى مطار بيروت قال ماكرون عبر تويتر، في تغريدة جاء فيها: “لبنان ليس وحيداً”.
وتعهد الرئيس الفرنسي بترتيب مزيد من المساعدات الفرنسية والأوروبية والدولية للبنان في الأيام المقبلة، مضيفا بأن لبنان يواجه أزمة سياسة واقتصادية وثمة حاجة لاستجابة عاجلة لها.
وكان ماكرون قد أعلن، في وقت سابق، عن إرسال بلاده لفريق من قوات الدفاع المدني وأطنان من المساعدات الطبية إلى لبنان، وذلك لمساعدته في أعقاب الانفجار.
وقرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة لبنان تضامنًا، بعد الكارثة التي حلت به، يعد قرارًا استثنائيًا ويثير الكثير من التساؤلات، اذ لم يبادر لمثل هذه الزيارة أي رئيس عربي أو أجنبي، وهي أيضاً سابقة في تاريخ الرئاسة الفرنسية، بحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية فرنسية للصحافة اللبنانية، إذا استثنينا زيارة الرئيس الأسبق جاك شيراك لبيروت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وقالت صحيفة الأخبار في تقرير لها إن الزيارة قد “تزعج” أطرافاً إقليميين ودوليين، بما فيهم أولئك الذين يتمتعون بعلاقات وطيدة مع فرنسا.ورجحت الصحيفة أنه ما سيزيد، على الأغلب، من انزعاج هؤلاء الأطراف، هو أن ماكرون سيبتعد عن خطاب وزير خارجيته جان إيف لودريان الذي اشترط على اللبنانيين الشروع في الإصلاحات للحصول على مساعدة بلاده. وبحسب المصادر نفسها، فإن الرئيس الفرنسي يعتبر أن الدمار الهائل الذي حلّ بمرفأ بيروت، أحد أهم المرافق الاقتصادية في البلاد وأبرز بواباتها نحو الخارج، والذي يلي الانهيار الاقتصادي والمالي المتعاظم فيها.
واشارت الصحيفة إلى أن الزيارة تأتي في سياق يحاول فيه بعض الأطراف السياسيين اللبنانيين تحميل الحكومة الحالية، والعهد وحلفائه، مسؤولية الكارثة التي حلّت بالبلاد، فيما “يتناسى (هذا البعض) دوره المركزي في إعادة بناء النظام اللبناني على قاعدة مأسسة الطائفية والمحسوبية والفساد، والفشل الذريع الذي أوصلت إليه خياراته الاقتصادية المبنية على أوهام ماضوية، وأننا نحصد راهناً نتائج سياسات استمرت لنحو ثلاثة عقود”. وتدعي الصحيفة أن هذه القوى اليوم تحاول توظيف الكارثة التي وقعت لتصعيد ضغوطها السياسية في وجه الحكومة والعهد، تناغماً مع السياسة الأميركية، وهي ستسعى الى استدراج الرئيس الفرنسي لتأييد موقفها. وادعت الصحيفة أنه “لا مصلحة لفرنسا ولا لأوروبا في الانسياق خلف قوى تعمل وفقاً للأجندة الأميركية التي لن تتردد في دفع الأوضاع نحو الفوضى في لبنان إن اقتضت ضرورات مواجهتها مع محور المقاومة ذلك.”
وقال النائب الفرنسي اليساري جاك لوك ميلانشون تعليقًا على زيارة رئيس بلاده إلى لبنان: “أحذر من التدخل في الحياة السياسية اللبنانية، لن يكون الأمر مقبولًا، لبنان ليس محمية تحت الوصاية الفرنسية، أحذر اللبنانيين من إصلاحات ماكرون: أحموا مطالب ثورتكم”.