في أجواء طافحة بأسمى القيم الوطنية، وبكل إجلال وإكبار لأرواح شهداء الاستقلال والوحدة، يخلد المغاربة، يوم غد الجمعة 11 شتنبر،الذكرى 62 لاستشهاد البطل علال بن عبد الله، وهو من صفوة الشهداء الأبرار الذين برهنوا، بنضالهم وافتدائهم بالروح وبالدم، عن سمو الروح الوطنية والمقاصد النبيلة للاستماتة والتفاني في حب الوطن.
ويستحضر الشعب المغربي، بهذه المناسبة، مدى الحس الوطني والوعي النضالي الذي عبر عنه الشهيد علال بن عبد الله بن البشير الزروالي، البطل الذي وهب روحه وفاء لمقدسات الوطن وثوابتها عندما امتدت يد المستعمر، في 20 غشت 1953، إلى رمز سيادة الأمة وبطل التحرير والاستقلال المغفور له محمد الخامس، لتقدم على نفيه.
انطلق الشهيد علال بن عبد الله بن البشير الزروالي بسيارة من نوع “فورد” رمادية اللون بسرعة في اتجاه موكب صنيعة الاستعمار “ابن عرفة” وبيده سكين لطعنه به. غير أن ضابطا استعماريا ارتمى عليه معترضا سبيله، وفي نفس اللحظة، أطلق النار مجموعة من رجال البوليس السري كانوا متواجدين بنفس المكان على الشهيد علال بن عبد الله، رحمة الله عليه، حيث سقط على الأرض مصابا بثماني رصاصات، خمس منها في الصدر والجبين، وثلاث في الظهر، فجسد بعمليته الاستشهادية روح النضال الوطني في مواجهة الوجود الأجنبي، وقمة الروح الوطنية باسترخاص النفس وافتداء الروح التي هي أعز ما عند الإنسان في سبيل المقدسات الدينية والوطنية.
وقد تلقى المغاربة أصداء هذه العملية التاريخية بارتياح كبير ألهبت الحماس الوطني، وأججت روح المقاومة، لتتوالى فصولها عبر عمليات نضالية رائدة لمنظمات وتشكيلات وخلايا الفداء التي كانت تستلهم قوتها من المواقف الشهمة للملك المجاهد ويقينه بحتمية انتصار إرادة الوطن حيث قال عنهاالمغفور له محمد الخامس: “وكان يقيننا راسخا في أن تلك المقاومة، وقد كنا أول من حمل مشعلها، ستظل تستفحل يوما بعد يوم حتى تستأصل جذور الباطل”.