خرق عدد من الإعلاميين العرب من دول مثل الجزائر والسودان والسعودية أحد الطابوهات العربية، وشاركوا في ندوة تطبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي، بثت عبر تقنية الاتصال المرئي.
وشارك نحو عشرة صحفيين وأكاديميين من دول عربية، بعضها ليست لها علاقة مع سلطات الاحتلال، في منتدى على الإنترنت لمناقشة ما وُصف بدور وسائل الإعلام في إحلال السلام في الشرق الأوسط، مع نظرائهم الصحفيين الإسرائيليين.
واحتفت المصادر الإسرائيلي بالحدث، ووصفته أنه غير مسبوق، ونشرت أن المشاركين لم يكونوا فقط من ممن اعتبرتهم شركاء السلام الجدد لإسرائيل – الإمارات العربية المتحدة والبحرين – ولكن أيضاً من السعودية والسودان والجزائر، حيث لا يزال أي إجراء يُنظر إليه على أنه “تطبيع” للعلاقات مع الاحتلال، يعتبر جريمة.
وقال أوفير أكونيس وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي في وقت مبكر من الندوة عبر الإنترنت: “هذه محادثة تاريخية. مثلما كان توقيع اتفاقية السلام مع الإمارات والبحرين تاريخياً، فإن هذا الاجتماع تاريخي. إنها مناسبة عظيمة ومبهجة”.
وحث أكونيس منظمي الندوة عبر الإنترنت، وهي مجموعة تسمى “المجلس العربي للتكامل الإقليمي”، على تنظيم وفد من الإعلاميين من جميع أنحاء المنطقة إلى إسرائيل. “لا يمكن تجنب ذلك، هذه أفضل طريقة لتغطية دولة إسرائيل عن قرب جمالها، وكرم ضيافتها، وبالطبع جميع فرص التعاون الثنائي الموجودة”. على حد وصفه وادعائه.
ويعمل المجلس العربي للتكامل الإقليمي على مواجهة تحريم التعامل مع إسرائيل في جميع أنحاء المنطقة. ومنسقها العام هو المؤلف والناشط جوزيف براودي الذي أدار الحدث.
ولم يشارك رؤوفين ريفلين الرئيس الإسرائيلي بشكل مباشر في الحدث، لكن قرأ أوفير غندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوسائل الإعلام العربية، بيانًا من ريفلين نيابة عنه بالعبرية والعربية.
وأنهى الرئيس الإسرائيلي تحيته بدعوة “كل واحد من المشاركين للحضور إلى تل أبيب للتعرف عليها بشكل أفضل” على حد وصفه.
ومن المشاركين في الحدث التطبيعي، الصحفي الجزائري سامي بوعزيز، والنور عبد الله جادين، المشارك الوحيد في النقاش من السودان، ومصطفى الدسوقي، الصحفي المصري في مجلة “المجلة” السعودية. كما حضرها أيضاً محمد الحمادي، رئيس تحرير صحيفة “الرؤية” الإماراتية، وعهدية أحمد السيد، رئيسة نقابة الصحفيين البحرينية، والدكتورة نجاة السعيد، الخبيرة السعودية في علوم الاتصال والإعلام.
وانتقد كثيرون خطوة الصحفيين والإعلاميين خصوصاً من الدول التي لا تزال غالبة شعوبها ترفض أي تواصل مع الإسرائيليين، مثل الجزائر والسودان، وترفض حتى رسمياً أي مسعى تطبيعي تحديداً الجزائر.
وتعمل الإمارات العربية على الترويج للتطبيع في الشعوب والدول التي ترفض أي تقارب مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على حساب ثوابت القضية الفلسطينية.
وقبل أيام افتضح دور أبوظبي والقوة الناعمة التي تسخرها لاستدراج شباب المنطقة نحو التطبيع