عبد الرزاق القاروني
احتفاء بالذكرى 65 لعيد الاستقلال المجيد، وفي إطار تنزيل برنامجها السنوي، استضافت الثانوية الإعدادية ابن بطوطة بجماعة أولاد حسون، ضواحي مراكش، خلال الأيام القليلة الماضية، أحد رجالات المقاومة وجيش التحرير، الحاج سالم برامي من قبيلة الرحامنة، في لقاء مباشر مع ثلة من تلامذة وأطر المؤسسة، وفي احترام تام للإجراءاتالاحترازيةالمتبعة ببلادنا لتفادي جائحة كورونا- كوفيد 19.
وحضر هذا اللقاء رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ وأطر وعدد من تلاميذ المؤسسة، إضافة إلى بعض الضيوفعن الثانوية الإعدادية عثمان بن عفان بالأوداية، وهم مولاي هشام الطاهري، مديروفؤاد مفضال، حارس عام للخارجية بالمؤسسة.
وبهذه المناسبة، ألقى أحمد الكماني،مدير المؤسسة المنظمة لهذا الحدث،كلمة رحب من خلالها بالضيف الكريم شاكرا إياه على تجشمه عناء التنقل من مدينة ابن جرير إلى جماعة أولاد حسون لتقاسم تجربته النضالية مع تلاميذ وأطر المؤسسة، منوها بأعضاء اللجنة التنظيمية التي أشرفت على تأثيث هذا النشاط بحرفية عالية، وبحب كبير في تفعيل أدوار الحياة المدرسية.
ويشار أن المحتفى به الحاج سالم برامي، رجل المقاومة وجيش التحرير،رأى النور سنة 1935 بقبيلة الرحامنة، وعند بلوغه سن الرشد، اشتغل بالتجارة،حيث كان كثير التنقل بين العديد من المدن المغربية مثل الدار البيضاء، فاس، مراكش وورزازات، مما مكنه من الالتحاق بصفوف المقاومة، مستغلا تصريح المرور المخول له كتاجر، ليقوم بتوزيع المناشير والرسائل، إضافة إلى المسدسات بين صفوف الفدائيين.
وإثر نفي السلطان الراحل محمد الخامس، طيب الله ثراه، التحق المقاوم برامي بصفوف جيش التحرير بمنطقة لمريسة بجبال الريفسنة 1955،وبعد سنوات من ذلك، شارك هذا المقاوم في حرب أكتوبر 1973 بمصر ضد الكيان الصهيوني، وهو معروف بغيرته الكبيرة على الوطن وباستعداده الدائم للذود بالغالي والنفيس عن حمى الوطن.
وقد كان هذا اللقاء مناسبة للغوص في ذاكرة هذا الرجل الغنية والمتنوعة،والتي مكنت التلاميذ والأطر التربوية والإدارية بالمؤسسة من السفر عبر محطات زاهية من تاريخ المغرب المعاصر، تفوح بعبق المقاومة والوطنية، وبأريج تضحيات رجالات قدموا الشيء الكثير لاستقلال المغرب. كما كان هذا اللقاء فرصةلتعزيز الحس الوطني لدى الناشئة، في انسجام تام مع مرجعيات منظومة التربية والتكوين على صعيد الوطن، خصوصا المذكرة الوزارية رقم 87 المؤطرة للحياة المدرسية،والتي تدعولجعل المدرسة المغربية مشتلا للقيم الكونية النبيلة، خصوصا في بعدها القيمي الوطني.
وفي ختام هذا الحفل، قدمت المؤسسة بطاقة شكر وتقدير وباقة ورد للمحتفى به، عرفانا بما قدمه من تضحيات جسام، نصرة للقضايا العليا للعروبة والوطن.