النقاش المجدي في معالجة الأطروحات الهامة من قبيل المسألة الدينية يشترط وضع حدود،أو ما يعبر عنه بالخطوط الحمراء،فالنقاش الذي لا يحترم تلك الخطوط لا يؤدي بالضرورة إلى نتائج ايجابية،وبالتالي فأي حكم يصدر دون مراعات المشترك بين المتحاورين،ما ينتج عنه إلا التباعد في الرؤى والنتائج.
مشكلتنا في تبني بعض الأطروحات السالبة للقيم،والمتجنية على الممارسة العقدية والدائسة على علاقة المواطن بمعتقده.
من تجليات ذاك أن يتجرأ أي إنسان بدريعة الحداثة ،وكونية الحقوق ليحاول أن يصيب الدين في مقتله.
فليس من الضروري أن نتمثل في نقاشنا النماذج الداخلة،والتي قد تكون صالحة بالنسبة للآخر،ضارة بقيم مجتمعنا،فلا أحد ينكر على المواطن المغربي تفاعله مع الحداثة في شكلها الإيجابي الذي لا يشكل ضعفا في معتقده وفي قيمه الاجتماعية،ومن تم فإن إقدام مسؤول حقوقي على أن يتبرأ من مكون أساسي في رزنامة مكونات كينونته ووجوده،ويدعو إلى رؤية أبعد ما تكون من الحوار البناء والاقتراحات الموضوعية ذات الصلة بالمعتقد الديني،ذلك أن الفكر المغربي بكل معارفه يأبى التطاول على النص الديني باسم الحداثة وأحادية الكون على مستوى التنظير الرؤيوي لمستقبل الفرض المغربي انطلاقا من محاولة سلخه من الثوابت الدينية المشكلة للدعامات الأساسية لتصريف الفعل الديني في الوسط المغربي وفق منظور أحادي البعد،ضبابي المفهوم يرفضه العقل الديني شكلا ومضمونا.
بعض المبتعدين عن الثقافة الدينية وحمولتها الاجتماعية التي تكرم المرأة المسلمة في أكثر من موضوع: سور وآيات.
للتذكر والتدبر فمن باب النصيحة ورفع الغشاوة عن بعض المدعين،والفرحين،والملبين لبعض الأفكار الوافدة،فإنهم مطالبون باكتشاف الفروق بين الرجل والمرأة في النصوص الدينية التي فصلت في نظام الوراثة،فخصت المرأة بأكثر من ستون في المائة مما خصت به الرجل،أفبعد هذا يطالبون بالمناصفة التي قد تكون عدوانا على المرأة،قبل أن تكون عدوانا على النص الديني؟
مشكلة بعض أشباه المثقفين أن أعداء الإسلام في الغرب نفتوا فيهم من روحهم الحاقدة على الدين فغدوا أبواقا تهلل بكل ما يحقق الاستعداء على الدين الإسلامي.