استطلاع :حسن الحماوي
في الطريق إلى مدينة القنيطرة عبر الطريق الوطنية، لابد لكل عابر أن يمر من أحد الأبواب الضخمة الثلاثية المشيدة على سور الأقواس التي مازالت شامخة بشارع محمد السادس بسلا، والتي تعد من الإرث التاريخي للمدينة التي تشهد على عراقتها. ويعود تاريخ تشييده إلى العصر المريني، حيث كان يؤدي دورا مهما في جلب المياه إلى المدينة عبر قناة في أعلاه، ويمكن لزوار مدينة سلا أن يطلعوا على ذلك من خلال لوحة لوزارة الثقافة وضعت منذ 18 أبريل 2013 بجانب سور الأقواس كتب عليها “سور حامل لقناة الماء المجلوب من عيون البركة في المعمورة، بني في العصر الموحدي 1269 ثم جدده أبو الحسن المريني في 1333 م، وكان طوله يبلغ 14 كيلومترا إلى غاية مكان تجميع الماء في باب شعفة قبل أن يوزع على المدينة”.
وحسب المؤرخين، فإن أهم شيء قام به السلطان مولاي إسماعيل في سلا هو التفاته إلى مسألة الماء الذي كان قليلاً بالمدينة بسبب تخريب الساقية الجارية فوق سور الأقواس، وتلاشي القنوات بالمسجد الأعظم لطول الزمن، فعمل على إصلاح ذلك لضمان تزود الساكنة في تلك المرحلة من التاريخ، وكان يطلق عليه اسم سور الماء العظيم، حيث أنشئ بطريقة هندسية بديعة، وهو من المعالم الأثرية التي تدل على عظمة وفخامة الدولة وكمال قوتها، كما يقول المؤرخ الناصري في كتابه الشهير “الاستقصا”، “وهو مسبوق من عين البركة خارج المدينة على أميال كثيرة منها، ممتداً من القبلة إلى الجوف على أضخم بناء وأحكمه”.
وكما تمت الإشارة إليه في السابق، فإن سور الأقواس الذي يمتد حاليا ما بين حي المكينسية إلى حي سيدي موسى، يتوسطه باب أقواس سلا ومنه يمر شارع محمد السادس الذي يشكل معبرا في اتجاه الرباط وعاصمة الغرب القنيطرة. وحاليا يشهد هذا الشارع أشغال تهيئة وإعادة هيكلته من جديد وتوسيع جنباته ليكون في مستوى الاستجابة إلى التوسع العمراني والكثافة المرورية التي أضحى يعرفها هذا المحور الطرقي المهم، وذلك في إطار اتفاقية برنامج التأهيل الحضري المندمج لمدينة سلا خلال فترة 2014- 2016، الذي يهم تأهيل الطرق والمداخل بمدينة سلا، والمنشآت التاريخية ومشروع طريق القنيطرة، مما سيعيد للمدينة الاعتبار التاريخي التي تستحقه.