أن يحال المرء على التقاعد، لا يفيد بأي حال الإنقطاع عن التفاعل مع المسئولية المهنية التي تدرج في سلم درجاتها، بالمساهمة عن بعد، بالتأطير، وحضور الفعاليات ذات الإرتباط بالمسئولية التي لطالما استحوذت على مساحة الزمن النشيط الذي يحال على العمر الثالث الذي ينتظر خلاله فتح الإهتمامات التي رافقت سنوات العمل، وامتنعت عن تسلق مدرج المبالاة، وانكتمت في انتظار الحلول أفعال مطلقة، ممارستها تبقي على نفعية العمر الثالث، ولا تبطئ في إقامة حاجز استدامة العطاء ورفض التثاقل والتراخي والقعود في مواجهة الفراغ والعدمية اللذين حتما ليسا من قاموس التعبير عن كل المرحلة العمرية، الصبا، الشباب، الكهولة، الشيخوخة، فالحركة ” مانشيت” يغطي العنوان العريض للديمومة المستمرة في الوجود.
مشاعر تأهب، وعزم كفاح، تجهيز مصمم على المواصلة مادام قد خَبَرَ المسئولية المهنية، جميع ذلك انطلق مهيئا لإقبال بغير ترك المخلف إلى محاورة هذا الآتي من العمر الثالث الذي شمخ الجمعة الفاتح (1) من شهر أبريل هذه السنة 2022، وهو يكرم مجموعة من متقاعدي ومتقاعدات الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش- آسفي برسم السنة 2021، وعملت على تنظيمه جمعية موظفي وموظفات الأكاديمية بقاعة العروض بالمركب الثقافي الداوديات بمراكش، حيث بموازاته قد تم الترحيب بالموظفات والموظفين الجدد بنفس الأكاديمية، وحضره إلى جانب مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش- آسفي، مولاي أحمد الكريمي، أطر إدارية وفعاليات عن المجتمع المدني، وأهالي وأصدقاء المكرمين، وفي ما اشتمل عرضه عقب الكلمة التي ألقاها مدير الأكاديمية، على تقديم وصلات موسيقية من أداء الفنان الأستاذ البدوي، والفنانة الأستاذة فلاك.
واعتبر المدير الجهوي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي، مولاي أحمد الكريمي، بأن اللحظة لا تمثل فقط حفل تكريم لنهاية زمن الخدمة القانوني للوظيفة العمومية، وإنما نشهد من خلال هذا التكريم على عطاء المكرمين الإداري، وإحسانهم في مرافقة الأكاديمية على تنزيل حزمات الإصلاح لمنظومة التربية والتكوين، والسخاء الذي أعربوا عنه من خلال الجهود التي بدلوها للرقي بمنظومة التربية والتكوين على مستوى النفوذ الترابي للأكاديمية التي لا يمكنها أن تتبرم أو تنكر التفاني في الخدمة وأعربوا عنه منذ الإلتحاق موظفين لدى الأكاديمية التي تحتفي من خلال هذا التكريم بمسارهم المهني الذي انتهى بترجمة التطلعات التي اعتقد فيها للنهوض بالوظيفة الإدارية المرتبطة بقطاع التربية والتكوين على مستوى الأكاديمية، تلك التطلعات التي تبقى مفتوحة، والتي سوف تقع مسئولية النهوض بها على الملتحقين بالأكاديمية من الموظفات والموظفين الجدد الذين نتوسم فيهم الكفاءة المطلوبة على الإستمرار ومواصلة تحقيق نضج الأداء على مستوى هذه الأكاديمية التي تسلك الإبتكار بما تقضيه مقتضيات الإصلاح بشأن العاملين موظفين وأطر تربوية.
وأجدى المكرم خلال الحفل في عجالة إعلامية لجريدة الملاحظ جورنال، الأستاذ محمد حمين الذي أجاز أكثر من 20 سنة في مجال التدريس، قبل أن يلتحق إطارا بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش- آسفي في السنة 2006، حيث عمل مسئولا عن الإتصال ورئيسا لمصلحة التواصل وتتبع أشغال المجلس الإداري بالأكاديمية، وحيث جمع ما بين التدريس ومسئولا بالأكاديمية 38 سنة من العمل المتواصل، إضافة إلى اشتغاله بالصحافة منذ ثمانينات القرن الماضي، غطى خلالها العديد من الأنشطة والتظاهرات المحلية، الجهوية، الوطنية والدولية، (أجدى) بأن التكريم ينشر في المعنى تلك القيمة الأخلاقية التي رافقت القيام بالمسئولية أثناء فترة العمل، بما هو انضباط في تحرير نفس المسئولية بقيم الشفوف والنزاهة، ثم بما هو التزام باهتمامات التطوير والإجادة لهذا العمل الإداري الذي انخرطنا فيه في ظرفية كانت وتظل محكومة ومشروطة بقيم التغيير والإصلاح لمنظومة التربية والتكوين، وبأهداف الإرتقاء بالحياة المدرسية التي لم نأل جهدا في إطار برامج ومخططات الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش- آسفي على بلورتها استرشادا بالإستراتيجة الوطنية لإصلاح منظومة التربية والتكوين، وتحفيزا لكل التوجهات التي تتضمنها ويسعى مدير الأكاديمية السيد مولاي أحمد الكريمي مناولتها بحرص دائم بتسخير التجهيزات وتوفير الموارد البشرية التي من شأنها تحقيق الإصلاح الذي سيظل ويبقى غاية مواكبة للتحولات ومسايرة للتطور الذي يعرفه قطاع التربية والتكوين.