تغير خصائص الماء الشروب بمقاطعة المنارة: التسريبات أم تغيير المصدر أيهما الأرجح ؟

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

ساقت المعلومات المتصلة بتغير خصائص الماء الشروب بمناطق سكنية بالوسط الحضري للمدينة مراكش، وذلك منذ ما يزيد عن أسبوع، خبرا جاء في محتواه الإعلامي، بأنه وضمانا لتزويد ساكنة المناطق المتأثر إمدادها بالماء الشروب بمقاطعة المنارة، وفق معايير السلامة الإستهلاكية، تقوم الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالمدينة مراكش، إلى استدراك تغير خصائص الماء الشروب من خلال مباشرة عملية تزويد المنازل المتضررة، وبشكل مؤقت من الخزان الجنوبي، إلى حين إصلاح التسربات التي عرضت القناة الرئيسية المزودة للخزان الشمالي {رمرم}، والتابعة للمكتب الوطني والكهرباء بمراكش (فرع قطاع الماء)، إلى حدوث التغير في الماء المتغير لونه لفعل التسربات التي تكررت بين 2 و 7 و 9 أبريل هذه السنة 2022، كما تقول بذلك مادة المعلومات المتصلة بخبر استغلال الخزان الجنوبي في تزويد الساكنة بالماء الشروب المحتوي على علامة الجودة.

واشتدت كثير من التعليقات التي رافقت تغير خصائص الماء الشروب، وتم التفطن إليها بدءً بالتجمع السكني { دار السلام /سعادة }، قبل أن يتسع التنبه إلى أن الماء الشروب  بالنفوذ الترابي {لمقاطعة المنارة} غير صالح للإستهلاك بكل من أحياء (العزوزية- المسيرة، حي ازيكي وبرادي، الضحى أبواب مراكش، ودار السلام بسعادة)، أن ذلك يدخل في دائرة الغياب للمتابعة التحليلية لمياه الشرب، قبل المتابعة التقنية التي أدى عدم استمرارها في الإشتغال إلى حدوث التسربات التي غيرت الخصائص الصحية للماء وجعلت منه مادة غير صالحة للإستهلاك من خلال التغير الحاصل على اللون والمذاق الذي وصفته تدخلات المجتمع المدني {بالمذاق الزفر حينا  والمر حينا آخر}، وضمن عملية إدارية وتدبيرية غير محترمة للتعاقد الذي يلزم المستفيدين من زبناء الوكالة إلى الإخبار والكشف عن كل العناصر أو المسببات التي ألقت بعملية التزود بالماء الشروب إلى وضعية ماء غير صالح للإستهلاك، ودون انتظار من الموزع الذي يوجد في علاقة مباشرة بالزبناء إلى تقديم شكايات من المجتمع المدني الممثل لساكنة هذه الأحياء بتقييم وضعية التزود بالماء الشروب من قبل الجهات المنتجة والموزعة، وتجنب ضغط الرأي العام الذي تحت إجبار منه خرجت الوكالة ببلاغ توضيحي تؤكد الوكالة من خلاله بأن {الماء الموزع يستجيب لجميع معايير التوزيع المعتمدة من طرف المصالح المختصة}، وأن {التغيير الذي تمت ملاحظته من طرف بعض زبناء الوكالة راجع إلى تغيير مصادر التوزيع نظرا للظرفية الحالية المتعلقة بانخفاض في الموارد المائية و التساقطات المطرية التي تعرفها المدينة}.

ذلك ما عملت على تأكيده المعلومات الإعلامية في شأن تغير خصائص الماء الشروب بأحياء مقاطعة المنارة، في الإجتماع الذي احتضنه مقر المنطقة الحضرية بالحي الحسني على تراب النفوذ الترابي لمقاطعة المنارة، الخميس 7 أبريل 2022، وخلاله تنصلت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالمدينة مراكش من مسئولية تغير خصائص المياء الشروب الموجه ضخه إلى شبكة التوزيع بالمقاطعة، بالتذكير بالدور الذي تضلع به الوكالة في إطار عملية تزويد الزبناء بالماء الصالح للإستهلاك، ولا يخرج عن دائرة {التوزيع}، ضمن تصريح يثبت بأن الوكالة لا تفعل الرقابة على { المادة الْمُوَزَّعَةِ}، بعد الضخ وأثناء استقبال قنوات الربط بالمنشئ المنتج للماء الصالح للإستهلاك، أي أن هناك تعطيل لمختبرات التحاليل التي وحدها الكفيلة بكشف التغيرات الحاصلة على جودة الماء الذي سيعتمد بالصنابير باعتباره ماء صالح للإستهلاك، وبالتالي إلقاء المسئولية في تغير خصائص الماء الصالح للشرب في نفس الإجتماع على {وكالة الحوض المائي} الذي أكد ممثلها في نفس الإجتماع ووافق تأكيده التحول الذي قالت به الوكالة في الإجتماع إلى { تغيير في مصادر التوزيع}، وأن ذلك يأتي { في إطار مشروع هام يهدف إلى تزويد مراكش بالماء الشروب من سد المسيرة بواد أم الربيع}، كما أفيد عن مصادر حضرت الإجتماع، يفيد مصدر جريدة الملاحظ جورنال الإعلامي.

إن أكثر ما يلفت انتباه المتتبع لمسار هذا {التحلل} الذي أظهره التزود بالماء الصالح للإستهلاك بأجياء مقاطعة المنارة، العزلة التي يوجد عليها المجلس الجماعي للمدينة مراكش في إطار {الوساخة} التي تسربت إلى مياه الشرب بهذه الأحياء، إذ لم يسمع له ذكر في تطور معطيات الملاحقة للتغير في خصائص الماء الشروب بمقاطعة المنارة، وإذ يغيب بهذا السلوك ما انتدب للعمل عليه، ويُنَسِّي كونه مؤسسة منتخبة دورها تدبير قطاع الشأن اليومي ذي الصلة بالمواطن، ومزاولة رقابة على جودة الخدمات التي تقدمها المؤسسات الإنتاجية على هذا المستوى، مستوى الخدمات الذي يندرج في إطاره تدبير قطاع الماء، وحيث أن المؤسسة المنتخبة لتدبير الشأن المحلي منضمة بقوة التمثيلية للساكنة {بالمجلس الإداري للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء}، ويظل رد فعلها في سياق تغير خصائص الماء الصالح للشرب بمقاطعة المنارة {متراخ، متقاعس، مفرط ومتقاعد} في حماية مصلحة الأهالي بأحياء المقاطعة، وذلك، من خلال على الأقل المعالجة المعلوماتية ذات الإرتباط بتغير خصائص الماء الصالح للإستهلاك بالمقاطعة، سيما، وأن الموضوع قد تمت إحاطته على مستوى الغرفة الأولى بمجلس النواب عبر السؤال الكتابي الذي وجهته النائبة عن حزب التقدم والإشتراكية، مليكة أخشخوش إلى وزير التجهيز والماء، نزار بركة، حول ضعف جودة المياه الموجهة للإستهلاك البشري بأحياء من مراكش، بحسب المعلومات المتناقلة إعلاميا.

ثم إلى كل ذلك، أن جهاز المعلومات في حصول تغير خصائص الماء بنفس أحياء المقاطعة، يبقى متناقضا، فالمعلومة الأخيرة قالت بأن {التسريبات} هي الفاعلة في نشوء التغير، في ما تقول معلومة الوكالة والحوض المائي بتغيير المصدر، أي من هذه المعلومتين قريبة إلى حقيقة تغير خصائص الماء على مستوى مقاطعة المنارة بمراكش؟؟.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *