واجه الكثير منا، على الأرجح، موقفا محرجا بعدم تذكر اسم شخص ما. ورغم أن هذا قد يكون طبيعيا إذا قابلت هذا الشخص لفترة زمنية قصيرة، لكنه قد يصبح مشكلة عندما يتكرر طوال الوقت.
وبالنسبة للشخص المقابل، فقد يبدو الأمر كما لو أنه لا يستحق أن تتذكره. وهذا ليس هو الحال بالطبع، حيث كشفت إحدى الدراسات ما يعنيه حقا عدم تذكر اسم شخص ما.
وقال خبراء في جامعة ماكيوان إنك إذا كنت تنسى باستمرار ولم تبذل أي جهد لحفظ الأسماء، فقد تكون نرجسيا.
والأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية (NPD) عادة ما يكون لديهم شعور متضخم بالذات.
وغالبا ما يخاف أولئك الذين يتمتعون بهذه السمة من أن يكونوا مخطئين أو يتم السخرية منهم، وغالبا ما يفتقرون إلى التعاطف، ويركزون على أنفسهم ما يجعلهم لا يولون اهتماما كبيرا بالآخرين.
وقال الخبراء إن هؤلاء الناس سيكافحون للتغلب على المواقف الاجتماعية. وشرحت الدكتورة ميراندا جياكومين أن عدم اهتمام النرجسيين بالآخرين يجعلهم أسوأ في معالجة المعلومات المهمة المتعلقة بهم، مثل أسمائهم.
ولفهم هذه النظرية، أجرى علماء النفس عددا من التجارب لمعرفة كيفية استجابة النرجسيين للبيئات المختلفة.
وشمل ذلك مهام الذاكرة التي حثتهم على النظر إلى أشياء ووجوه مختلفة. وقام علماء النفس بتضمين أشياء مثل السيارات باهظة الثمن – لمعرفة ما إذا كان ما يرتبط عادة بالنجاح، مثل الثروة – أحدث فرقا للمشاركين.
ووفق الدراسة، وجدوا أن الذين يعانون من النرجسية العالية أظهروا مشاكل ذاكرة التعرف المتسقة في جميع المجالات، كما كلف العلماء المشاركين بمحاضرة عبر تطبيق “زوم”، حيث واجهوا أشخاصا آخرين.
وفي النهاية سئلوا عن الموجودين في المحاضرة ومحتوى الحديث.
ووجدوا أنه نظرا لأن هؤلاء الأشخاص أمضوا معظم الوقت في التفكير في أنفسهم، فقد كافحوا لاستيعاب أي معلومات عن من حولهم.
وأوضحت أستاذة علم النفس في جامعة ماساتشوستس، سوزان كراوس ويتبورن، أن معرفة أن النرجسيين لديهم ذكريات سيئة قد لا يساعد على الشعور بالراحة تجاههم، ولكنه سيساعد على الشعور بالراحة تجاه نفسك.
وأضافت الدكتورة وايتبورن: “قد تكون شخصا يعاني من مشكلة في ربط الأسماء بالوجوه لأسباب لا علاقة لها بالنرجسية.
وهذه الدراسة، تعزز المبدأ المعروف في علم النفس المعرفي أنه لتذكر شيء ما، عليك الانتباه إليه في المقام الأول”.