وضع رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز نقطة ختام لأي احتمال لإقالة وزير خارجيته، خوسي مانويل ألباريس، بهدف إرضاء الجزائر إثر الأزمة الدبلوماسية الناجمة عن إعلان مدريد دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، حين أعلن أنه لن يقوم بأي تعديل حكومي وأن الحكومة الحالية ستُنهي ولايتها كاملة.
قرار سانشيز بالاحتفاظ بخوسي مانويل ألباريس في منصبه يأتي ردا على الأخبار التي تداولتها وسائل إعلام جزائرية في أعقاب زيارة سرية للوفد إسباني رفيع المستوى للجزائر، أن حكومة سانشيز ستتخذ قرارا يهم التخلي عن وزير الخارجية وتعويضه بشخصية سياسية أخرى على غرار سيناريو إقالة الوزيرة السابقة أرانتشا غونزاليس لايا إثر الأزمة الدبلوماسية مع المغرب.
وأكد سانشيز أن المراد من هذه الأقاويل هو “تسميم الأجواء” وأن فكرة التعديل الحكومي ليست مطروحة أساسا على طاولة النقاش، معلنا دعمه لوزرائه. قائلا إن التعديل الحكومي “لا يوجد ضمن أجندته”، مبرزا أن بعض الأخبار التي تُنشر حول هذا الموضوع تهدف إلى خلق نوع من التفاعل الذي يُظهر الحكومة وكأنها تعاني من عدم الاستقرار والمشاكل الداخلية، لكن كل ذلك غير صحيح لأن حكومته “ستواصل عملها إلى غاية نهاية ولايتها”.
وتحمّل الجزائر وزير الخارجية مانويل ألباريس، المسؤولية عن الصدام الدبلوماسي الحاصل مع مدريد، ففي يونيو الماضي نشرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية مادة تهاجمه فيها معتبرة أنه “تسلل إلى الدبلوماسية ولم يكف قط عن ارتكاب الأخطاء”، مبدية غضبها من مسلسل المواجهة الذي اختاره عبر الاتحاد الأوروبي ردا على ما تصفه السلطات الجزائرية “إجراءات عقابية اقتصادية” ضد إسبانيا، حيث وصفت كلامه بأنه “لغة وقحة لا تليق بمنصبه”.
من جهة أخرى، ومباشرة بعد “زيارة سرية” لم يعلن عنها بشكل رسمي، رفعت إسبانيا، مشترياتها من الغاز من الجزائري عبر خط أنابيب غاز مدغاز، وفقا للمعطيات اليومية لإيناغاس. حيث رفعت مدريد مشتريات الغاز من الجزائر إلى المستوى الذي كان عليه عمليا قبل قرار رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، بدعم المغرب وخطة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وفق صحيفة “أوكي دياريو”.
وقالت الصحيفة الإسبانية إن معطيات إيناغاس، وهي الهيئة الإسبانية المسؤولة عن الغاز، ووفق آخر تحديث للبيانات في 17 غشت ، أي بعد خمسة أيام من الزيارة السرية ، وصل 304 غيغاوات في الساعة من الغاز إلى إسبانيا، مقارنة بـ 292 غيغاوات التي كانت تصل منذ 1 غشت.
وكانت صحيفة “أوكي دياريو” كشفت أن وفدا من الحكومة الإسبانية سافر، الجمعة، إلى الجزائر في خضم الأزمة الناتجة عن ارتفاع أسعار الغاز ومخاوف من خفض روسيا لإمدادتها.
ولم تؤكد السلطة التنفيذية الإسبانية أو تعلن عن الزيارة، لكن تتبع مسار تحركات طائرة فالكون الرسمية أظهرت أنها هبطت الجمعة الماضي في الجزائر حوالي الساعة 1 ظهرا وبقيت في البلاد حتى بعد الساعة 6 مساء، وفق الصحيفة.