استنفر خطاب الملك محمد السادس، حول كيفية مواجهة ندرة المياه، نزار بركة، وزير التجهيز والماء، لعقد اجتماع طارئ خاص بلجنة قيادة البرنامج الوطني لتزويد المدن الكبرى بالماء الشروب ومياه السقي نهاية الأسبوع بالرباط.
وقالت مصادر “الصباح”، إن بركة اضطر إلى إجراء تعديل على البرنامج الوطني للتزود بالماء ومياه السقي 2027-2020، بسبب الجفاف، وقلة التساقطات المطرية، واستمرار ظاهرة توحل السدود بما يقارب 40 سدا من أصل 140 سدا كبيرا، والتي تتطلب ميزانية جديدة لتنظيفها، قد تساوي كلفة بناء سدود جديدة، إذ يضيع المغرب في أزيد من مليار متر مكعب سنويا بسبب التوحل، واستنزاف مليار متر مكعب إضافي من المياه الصالحة للشرب في سقي المساحات الخضراء، فيما تكلف عملية نقل مياه عبر قنوات من أماكن الوفرة إلى الأماكن التي تعرف شحا، 15 مليار درهم، وهو مبلغ مالي كبير، ينضاف إلى عملية تحلية مياه البحر.
ووصل انخفاض معدل الوطني لملء السدود الكبرى في المغرب إلى 29.2 في المائة بانخفاض يتجاوز النصف مقارنة مع السنة الماضية.
الجفاف.. قرارت عاجلة
وقرر بركة، نضيف المصادر، تحويل فائض مياه حوض سبو إلى حوض أبي رقراق لضمان تزويد السكان القاطنين في البيضاء الشمالية والرباط، وسلا، وتمارة، والصخيرات، وبوزنيقة، والمحمدية، وبنسليمان، بالماء الشروب، إذ لا يتوفر سد سيدي محمد بن عبد الله، الموجود على نهر أبي رقراق، سوى على 265 مليون متر مكعب، وهي الكمية التي ستنتهي في يونيو 2023 ما لم تكن هناك تساقطات مطرية، إذ تقدر حاجياته من المياه، ب250 مليون متر مكعب.
وسيتحرك بركة بشكل استباقي لحل معضلة سد المسيرة الموجودة على نهر أم الربيع، الذي لا يتوفر بدوره سوى على 96.7 مليون متر مكعب، ويرتقب أن يجف، وهو ما يهدد سكان تبلغ حاجياتهم 235 مليون متر مكعب، والذين يقطعون بالبيضاء الجنوبية، والجديدة، وآسفي، وسيدي بنور، ومراكش، وبنكرير، والمراكز المجاورة باضطراب التزود بالماء.
وقرر بركة مراسلة وزارة الداخلية لدعم سياسة سقي المساحات الخضراء، وملاعب الكولف بالمياه العادمة، إذ ستتم تعبئة 100 مليون متر مكعب لتنفيذ 87 مشروعا منها 22 خاصة بملاعب الكولف إلى غاية 2027 بكلفة تساوي 2.50 مليار درهم.