لا حديث في الجزائر حاليا سوى عن خبر عودة وزير النفط السابق شكيب خليل من الولايات المتحدة الأميركية بعد غياب طويل دام ثلاث سنوات هذه الشخصية المثيرة للجدل والتي أثيرت حولها العديد من الآراء والأقوال و سالت عنها أقلام الكتاب والمحللين و لازالت تطرح ألاف الأسئلة وتحاول إيجاد أجوبة شافية و التكهن بمستقبل شخصية خليل المرتبطة مع الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة بعلاقة صداقة قديمة تعود إلى سنوات الطفولة وتجمعهما قواسم مشتركة أبرزها انحدارهما من منطقة تلمسان (600 كلم غربي العاصمة) وعيش طفولتهما أثناء حقبة الاستعمار الفرنسي كلاجئين في مدينة وجدة المغربية.
فقد قال الكاتب والصحفي الجزائري صابر بليدي في مقال له بعنوان ” رفيق طفولة بوتفليقة وشريك ديك تشيني لص أم ضحية .. شكيب خليل رئيس الجزائر القادم ” نشر بيومية العرب اللندنية في العدد 10322 الصادر يوم السبت 03/04/2016 ، أن الساحة الجزائرية تعيش جدلا كبيرا حول عودة خليل بسبب عدم وضوح صورته الحقيقية وعدم تمكنهم بعد من تصنيفه إن كان لصا استحوذ على أموالهم، أم ضحية كغيره من ضحايا غطرسة جهاز الاستخبارات المنحل سبتمبر الماضي بقرار من الرئيس بوتفليقة .
الشئ الذي دفع العديد من المحللين والمهتمين الجزائرين حسب ما جاء في المقال إلى اعتبار عودة خليل إشارة واضحة إلى أن جناح الرئاسة يكون قد اهتدى إلى هذا الشخص لتبوأ موقع هام في المستقبل، لا يقل عن منصب وزير أوّل أو كخليفة لبوتفليقة في انتخابات 2019 ، بعدما أنهكته التجاذبات الداخلية ، وبالتالي تكون عودة خليل، من قبيل تمهيد الطريق لخلافة بوتفليقة. بعد تقلص حظوظ التوريث العائلي لشقيقه الأصغر ومستشاره الخاص سعيد بوتفليقة، نتيجة المعوقات السياسية والأخلاقية للعملية كما جاء في المقال السالف الذكر .
لكن رغم مضي الموالين إلى تأهيل وتبييض صورة الرجل فقد ظلت دائرة و هوة الجدل تزداد توسعا بسبب صمت الجهات الرسمية وعلى رأسها جهاز القضاء الذي لم يوضح إلى حد الآن مصير التقارير والتهم التي وجّهت لخليل منذ العام 2009 . وأشار الكاتب الصحفي إلى أن زعيمة التيار التروتسكي المعــارضة لويزة حنون وصفت المسألة بـ”اللاّحدث”. وشددت على أن إعادة الاعتبار لأيّ كان، تكون عبر القضاء وليس عبر القرارات السياسية وهو المطلب الذي تتفق معها فيه العديد من التيارات والشخصيات السياسية وعلى رأسها علي بن فليس رئيس حزب “طلائع الحريات الذي شدد على ضرورة أداء القضاء لدوره الكامل، من أجل تنوير الرأي العام بخلفيات القضية، والكشف عن الحقائق المخفية. وحذّر من مغبة الاستقواء بمصادر القرار، لتصفية الحسابات والاستمرار في اللعب بأعصاب الجزائريين.
.كما حذرت لويزة حنون أيضا من إمكانية تكرار السيناريو البرازيلي في الجزائر حيث قامت الرئيسة الحالية للبرازيل بتعيين الرئيس السابق لولا داسيلفا، في منصب سام ، من أجل إحاطته بالحصانة ومنع ملاحقته أمام المتابعات القضائية المحلية، بعد ثبوت ضلوعه في قضايا فساد. وهو الأمر الذي اعتبرته لويزة حنون إذا تكرر بالجزائر سيكون بمثابة “استفزازا للشارع أكثر ممّا هو عليه الآن” .