يسود توترٌ غير مسبوق داخل مخيمات تندوف، منذ ليلة السبت الماضي، بعد الاعتداءات التي طالت أسرة مؤسس الحركة الصحراوية من أجل السلام، الحاج أحمد بركالا.
وكشفت صحف إسبانية، أن التوتر يأتي عقب انتقام جبهة ”البوليساريو” الإنفصالية، من بركالا، بسبب نجاح توجهات الحركة على المستوى الدولي وعلى أرض الواقع، والتي ترى أنه من ”الممكن الجلوس مع المغرب”، ودراسة “حكم ذاتي واسع”.
وقامت مجموعة مسلحة من عناصر الجبهة الإنفصالية، بالإعتداء على ”ابنة آخ وعم دون وجود سبب”، وفق ما أفاد به الأمين العام للحركة الصحراوية من أجل السلام، الحاج أحمد بركالا.
وأشعل الاعتداء شرارة انتفاضة على بعد 160 كيلومترا من مخيمات تندوف، داخل ما يسمى بـ ”مخيم الداخلة”، في الوقت الذي يرى فيه بركالا ”انتقاما” من نجاح منظمته التي تروج لحل سلمي للصراع ضدا على “المسار العسكري، وأن ذات الحركة ”تكتسب المزيد والمزيد من القوة دوليًا وداخل مخيمات تندوف نفسها”.
وتسبب الضرب الذي تعرضت له ابنة اخته حسينة سالم أحمد وعمه بوح حبوب البالغ من العمر ثمانين عاماً، بنقلهما إلى مستشفى المخيم وتم إسعافهم، لكن علامات الضرب على أجسادهم “واضحة”، خاصة على الفتاة. مع وجود كدمات لا يزالون يعانون من أثارها.
واندلعت سلسلة من أعمال الشغب العنيفة في نفس الليلة، نتج عنها حرق سيارات. بعدها استيقظ سكان المخيم، ليلة السبت الماضي، على وجود كتيبة من قوات البوليساريو، فوق رؤوسهم.
وحذرت الحركة الصحراوية من أجل السلام من احتمال تزايد القمع ضد المعارضين، من قبل جبهة البوليساريو في الأيام المقبلة، مما ولد خوفا وهلعا وسط سكان المخيمات المدنيين.
واستنكرت الحركة عدم تدخل هيئة الأمم المتحدة ولا الجزائر، من أجل الحفاظ على النظام، مؤكدة أنه ليست المرة الأولى التي تسهدف فيها ”الجزائر” عائلة الحاج أحمد، ففي شتنبر الماضي، تعرض أنصار الحركة للترهيب بمناسبة عقدهم المؤتمر الدولي الأول للسلام والأمن في الصحراء الذي نظمته الحركة في لاس بالماس، المؤتمر الذي حضره الرئيس الاسباني السابق خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، والوزير الإسباني السابق كذلك خوسيه بونو، ورئيس لجنة الشؤون السياسية و الحريات المدنية والعدل والداخلية في البرلمان الأوروبي، خوان فرناندو لوبيز أغيلار.
ووصف زعيم الحركة الصحراوية، ما أقدمت عليه البوليساريو خلال المؤتمر، بأنه ”تصرف غير أخلاقي”، ناتج عن “عدم التسامح الذي تزرعه البوليساريو”.