أكدت دراسة حديثة صادرة عن وحدة الدراسات السياسيةالتابعة للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وجود نواقص عدة شابت الانتخابات الرئاسية الأخيرة بالجزائر.
ووقفت الدراسة الحاملة لعنوان “الانتخابات الرئاسية الجزائرية: قراءة في السياقات والنتائج”، على تقديم قيادة أركان الجيش الجزائري دعما واضحا للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون منذ خوضه انتخابات عام 2019 وفوزه بولايته الأولى، ما أثرت بشكل كبير على النتائج النهائية.
وأشارت ذات الدراسة إلى أن الانتخابات الرئاسية الجزائرية لم تكن تعددية بالمعني الحقيقي للكلمة، لما شهدته تنافس أقل عددٍ من المرشحين منذ أول انتخابات رئاسية تعددية في الجزائر عام 1995، حيث شارك فيها مرشحان يمثلان حزبَين سياسيَّين فقط، وهما عبد العالي حساني شريف (58 سنة) عن حركة مجتمع السلم، ذات التوجه الإسلامي المحافظ، ويوسف أوشيش (41 سنة) عن جبهة القوى الاشتراكية، إضافة إلى المرشح الثالث، وهو الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون (79 سنة).
وبنت دراسة المركز العربي للأبحاث التشكيك في التعددية الانتخابية بالجزائر على اختيار أربعة أحزاب سياسية دعم ترشح الرئيس تبون لعهدة ثانية، إضافة إلى تجمع حزب جبهة التحرير الوطني صاحب الأغلبية في البرلمان مع 14 حزبا سياسيا في تكتل حزبي لحشد الدعم للرئيس عبد المجيد تبون.
ورأى المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن النسب الكبيرة للممتنعين عن التصويت دليل واضح بقناعة الناخبين بفوز الرئيس المنتهية صلاحته تبون حتى قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، في حين يعد الارتفاع اللافت للتصويت بالورقة البيضاء شكلا من أشكال المقاطعة الشعبية للانتخابات وتعبير عن فقدان الثقة بالمؤسسات وبالعملية السياسية في البلاد برمتها.