تدخلت السلطات الأمنية في العاصمة الرباط لفض مظاهرة طلبة الطب بالقوة مساء، الأربعاء 25 شتنبر 2024، وذلك بعد احتشادهم ابتداء من الساعة السابعة مساء أمام كلية الطب والصيدلة احتجاجاً على “مواصلة الحكومة رفض الاستجابة إلى عدد من مطالبهم لما يقارب 10 أشهر”.
وأفاد مصدر مطلع لـ”برلمان الشعب”، أنه تم توقيف ما يفوق 10 طلبة من طرف عناصر الأمن، على خلفية اعتصام الطلبة أمام الكلية، مشيراً إلى أن العناصر الأمنية استهدفت حتى أولياء أمور يؤازرون أبناءهم في هذا الاعتصام، حيث تم توقيف واحد منهم رافق ابنه في هذا الاعتصام.
وفي توضيح من أحد ممثل طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، للمرصد الإخباري المغربي، قال “اليوم، وفي خطوة قمعية غير مبررة، تعرض طلبة الطب للاعتداء الجسدي والاعتقالات خلال الاعتصام السلمي الذي نظم في العاصمة الرباط. لم يكن هذا العنف موجهًا فقط ضد الطلبة، بل طال حتى آباءنا وأمهاتنا الذين وقفوا معنا بكرامة وشرف لدعم قضيتنا العادلة”. مردفا “إن ما حدث اليوم يفضح بشكل صارخ محاولات إخراس صوتنا وكسر إرادتنا، ولكننا نقولها بصوت عالٍ وواضح: لن نتراجع، ولن نستسلم”.
وأضاف الطالب “إن نضالنا مستمر ومطالبنا المشروعة لن تموت. لقد اخترنا طريق النضال والمقاطعة وسنظل على هذا المسار حتى تحقيق العدالة التي نستحقها. هذه الأحداث لن تزيدنا إلا صلابة وقوة، فاليوم أكثر من أي وقت مضى، نحن متحدون ضد الظلم والتعسف. معركتنا لن تنتهي إلا عندما تتحقق مطالبنا، والكرامة لا تُهدى بل تُنتزع بالنضال المستمر”.
من جهتها أعلنت اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين في بيان تضامني، أنها تتابع “ببالغ الاستنكار والقلق ما حدث لطلبة الطب في الرباط من اعتداء صارخ على حقهم في التعبير السلمي، إثر تفكيك اعتصامهم السلمي أمام كلية الطب بطريقة وحشية وغير إنسانية، مما خلف إصابات جسدية بين صفوف الطلبة المحتجين”.
وأضاف البيان “إن هذا الهجوم السافر على حقوق الطلبة لا يعكس فقط تدهورًا خطيرًا في حرية التعبير السلمي، بل يزيد بشكل صارخ من احتقان الأوضاع داخل القطاع الصحي والتعليمي ببلادنا. لقد تجاوز هذا التصرف كل الحدود المقبولة، ويمثل ضربة قاسية لمبادئ الحرية والكرامة التي يكفلها دستور بلادنا والقوانين الدولية”.
كما أعلنت اللجنة “من خلال هذا البيان تضامننا الكامل وغير المشروط مع زملائنا من طلبة الطب، وندعو الجهات المسؤولة إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في حماية حقوق الطلاب ومحاسبة كل من تورط في هذا الاعتداء. كما نؤكد أن المساس بحرية التعبير والتظاهر السلمي هو مساس بجميع الأطباء والطلبة وكل من يؤمن بمبادئ العدالة والكرامة”.
وتابع البيان “إننا كأطباء داخليين ومقيمين نقف صفًا واحدًا مع زملائنا ونطالب بسرعة التدخل لاحتواء الوضع، وإيجاد حلول منطقية وواقعية لفك هذه الأزمة”، مردفا “وعليه، نعلن عزمنا تنظيم وقفات تضامنية وطنية يوم، 26 شتنبر، بمختلف المستشفيات الجامعية على الساعة 14:00، تأكيدًا لرفضنا المطلق لكل أشكال القمع والاعتداء على حرية التعبير”.