وحسب مصادر مطلعة ، فإن المعلومات الأولية للبحث، أظهرت خطورة الشبكة الإجرامية التي تستعين بخدمات مستشارين جماعيين بمجلس جماعي ، لابتزاز الضحايا ،حيث يقوم المشتبه فيهما بتسريب معطيات وأسرار المنطقة والشخصيات المستهدفة، بسبب تصفية الحسابات السياسية لإعدام الخصوم سياسيا، في إطار الحرب الباردة التي تسبق الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وكشفت المصادر ذاتها، تورط مسير الصفحة “الفيسبوكية” الذي يتاجر بمعاناة المواطنين ويدعي محاربة الفساد والترافع عن سكان المنطقة لتحصين الشباب من “البلية”، في حماية وإيواء تاجر مخدرات خطير، حيث كان يوفر له الحماية بمنزله الذي تقطن به والدة الناشط “الفيسبوكي” بمقابل مالي، في حين كان يستهدف نشر أسماء مروجين آخرين للتمويه، ودفع المصالح الأمنية للبحث عنهم واعتقالهم، حتى يتم صرف النظر عن مكان “البزناس” القاطن عنده.
وأفادت مصادر متطابقة، أن مسير الصفحة المشبوهة المتورط في بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة بقصد المساس بالأشخاص والتشهير بهم، يعمد إلى جمع المعطيات الخاصة بالضحايا وصورهم، وتتبع تحركاتهم بالاستعانة بعدة “أدمينات”، قبل الشروع في نشر تدوينات تلميحية وصور الأسماء المستهدفة بهدف ترهيبها في البداية، مرفوقة بعبارة “غادي نطلعك للعمارية إلى ما جمعتيش راسك”.
وهو الأسلوب الذي يعتمد نشر معطيات كاذبة لتسهيل عملية إرباك الضحية الذي لا يتحمل التشهير وعبارات السب والقذف المدرجة في التعليقات التي ينخرط أصحابها في شيطنة الشخصية المستهدفة، بادعاء أنهم مجرد مواطنين تفاعلوا مع المنشور.
وأظهرت الأبحاث أن الشبكة تضم عدة “أدمينات” يشتغلون تحت إمرة مسير الصفحة المعتقل، ينخرطون في مهاجمة الضحية بحسابات وهمية، هي في الحقيقة لأفراد التنظيم الإجرامي، تتم الاستعانة بهم لمحاصرة الشخص المستهدف، حتى يستسلم ويتم جره للتفاوض على الخاص، وهي المفاوضات التي تنتهي بالضغط عليه لدفع إتاوات بمبالغ مالية مقابل مسح التدوينات المسيئة والكف عن ذكر سيرته، وهو ما يؤدي إلى تحقيق أرباح مالية مهمة.
وفي عملية ناجعة، تم وضع اليد على المروج الخطير، في حالة تلبس، بالسكن ببيت المهاجر مسير صفحة الابتزاز، إذ أسفرت الإجراءات التفتيشية عن حجز كميات مهمة من “البوفا” و”القرقوبي” والكيف ومسكر ماء الحياة ودراجات نارية مسروقة.
وافتضحت أنشطة الشبكة الإجرامية، بعد تقديم عدد من الضحايا شكايات بالمراكز الترابية ببوسكورة، يتهمون فيها صفحة “فيسبوكية” بنشر معطيات كاذبة عبر الأنترنت بهدف التشهير والابتزاز، وهي المعطيات التي تمت إحالتها على عناصر المركز القضائي للدرك التي باشرت تحريات دقيقة وأبحاثا ميدانية بقيادة قائد المركز القضائي، بتنسيق مع قائد السرية وتعليمات من الكولونيل ماجور عبد المجيد الملكوني، القائد الجهوي للدرك الملكي بالبيضاء، تحت إشراف النيابة العامة، وتوجت بفك اللغز المحير بعد أن دخلت على الخط القيادة العليا للدرك الملكي بالرباط.
ومازالت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بسرية بوسكورة تباشر أبحاثها، بتنسيق مع القيادة العليا للدرك الملكي بالرباط، لكشف هوية الحسابات الوهمية التي تتعاون مع مسير الصفحة وكافة أفراد الشبكة الإجرامية الذين سيتم إسقاطهم تباعا.