إقليم الصويرة.. انطلاق الموسم السنوي للزاوية الرجراجية

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

انطلق أمس الجمعة بزاوية سيدي محمد بن حميدة (حوالي 60 كلم من الصويرة)، الموسم السنوي للزاوية الرجراجية، والذي يشكل حدثا ذو بعد ديني وثقافي وسوسيو-اقتصادي.

ويجسد هذا الموسم، الذي يمتد على مدار 44 يوما، تقليدا عريقا تحرص الزاوية الرجراجية على استمراريته من خلال قطع 44 مرحلة في منطقة الشياظمة (شمال الصويرة).

وكالعادة استهل شرفاء ومريدو الزاوية الرجراجية، هذا “الحج الدائري” (الدور) بأضرحة السبعة رجال الذين يتم تقديمهم كأسلاف رجراجة.

وتخللت هذا الحفل، الذي حضره على الخصوص عامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، ورؤساء المصالح الخارجية والمنتخبون وممثلو السلطات المحلية وشخصيات أخرى، أمداح نبوية مع تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم ومداخلات سلطت الضوء على تفرد هذا الموسم السنوي الأصيل.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز مقدم الزاوية الرجراجية، عبد العزيز المقدم، أن “هذا الموسم الذي يتم الاحتفال به جيلا بعد جيل منذ قرون، يشكل تراثا لاماديا مهما يعكس غنى التراث الروحي المغربي والدور المحوري للصوفية في توطيد قيم التسامح والسلم والتماسك الوطني”.

وجدد في هذا الصدد، نيابة عن شرفاء ومريدي هذه الزاوية، التأكيد على التشبث المتين بالعرش العلوي المجيد، والتجند الدائم وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تنمية وتقدم المملكة.

من جهته، ذكر رئيس المجلس العلمي المحلي، محمد منكيط، في كلمة بالمناسبة، بأن المغرب انخرط تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ومنذ عقدين في مسلسل واسع لإصلاح حقله الديني، من خلال على الخصوص، تطبيق مشروع خطة تسديد التبليغ والتي تروم تعزيز حضور العلماء في مساجد المملكة لضمان تأطير ديني قائم على الاعتدال والحكمة والتشبث بثوابت الأمة.

وأضاف أنه “في سياق هذا الموسم، الذي يجسد القيم الروحية والمجتمعية العميقة للمملكة، يتماشى هذا الإصلاح تماما مع الالتزام الثابت بالحفاظ على التقاليد، مع تعزيز إسلام وسطي ومعتدل”.

من جانبه، أوضح عضو المجلس العلمي المحلي، حسين اطبيب، أن “دور رجراجة” يمثل أيضا مدرسة متنقلة للمعرفة، مشيرا إلى أنه في الأصل كان شرفاء الزاوية يتنقلون من قرية إلى أخرى ليعلموا الناس قواعد الدين الإسلامي وحرصوا على تعزيز فهم أفضل لمبادئ الأخوة والتضامن بين الساكنة المحلية.

وفي ختام الحفل، أدى أعضاء الوفد، وشرفاء ومريدو الزاوية، صلاة الجمعة بمسجد زاوية محمد بن حميدة.

وبهذه المناسبة، رفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يمد في عمر أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس ويمتع جلالته بموفور الصحة والعافية، وأن يحفظ جلالته ويحقق ما يصبو إليه من عز وازدهار لهذه الأمة، وأن يقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

كما توجه الحاضرون إلى الباري عز وجل بأن يمطر شآبيب الرحمة والمغفرة والرضوان على روحي جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني وأن يسكنهما فسيح جنانه.

إثر ذلك توجه عامل الإقليم والوفد المرافق، إلى ضريح سيدي علي بن بوعلي، حيث حضروا مراسم النحر.

من جهة أخرى، اختتم هذا اليوم الافتتاحي بجماعة تالمست من خلال افتتاح معرض للمنتجات المجالية، وإقامة حفل للفروسية التقليدية (التبوريدة).

وتتكون هذه الرحلة الفريدة من نوعها في المغرب، بشكل أساسي، من مرحلتين، الأولى تتم في سهل الشياظمة الساحلي والثانية شرق جبل لحديد.

وفي كل مرحلة، يتم إرساء مهرجان وسوق بالقرب من الأماكن التي يزورها رجراجة، مما يسهم في خلق دينامية اجتماعية واقتصادية حقيقية بالمواقع التي يتم العبور منها.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.