شباب بلا أفق… إلى أين؟
بين طموحات مؤجلة وواقع اقتصادي خانق، يعيش آلاف الشباب المغاربة حالة من القلق الوجودي بفعل استفحال البطالة، وغياب فرص الشغل المستقرة والمنصفة.
رغم ما تُعلنه الحكومات المتعاقبة من خطط وبرامج لإدماج الشباب، إلا أن الواقع يكشف عن فجوة كبيرة بين التصريحات الرسمية والميدان، حيث يظل التشغيل هاجسًا يوميًا يؤرق فئات واسعة من الشباب، خصوصًا في الأحياء الشعبية والمناطق النائية.
تقول ليلى، خريجة جامعية من مكناس:
“أكملت دراستي منذ ثلاث سنوات، قدمت عشرات الطلبات ولم أحصل حتى على فرصة مقابلة… أشعر أن شهادتي بلا قيمة.”
ولا تختلف قصة ليلى كثيرًا عن آلاف آخرين ممن ضاقت بهم السبل، فالبعض يضطر للهجرة السرية، وآخرون ينزلقون نحو البطالة المزمنة أو الاشتغال في ظروف هشّة وبأجور زهيدة.
أزمة ثقة
تفيد دراسات اجتماعية بأن البطالة لا تؤثر فقط اقتصاديًا، بل تخلق أيضًا أزمة ثقة في الدولة والمؤسسات، وتدفع الشباب إلى فقدان الإيمان بمستقبلهم داخل الوطن. ويرى خبراء أن السياسات الحالية لا تزال قاصرة عن إحداث تحوّل حقيقي في سوق الشغل، ما لم ترافقها إرادة فعلية للإصلاح وإنقاذ الشباب من الضياع وتشجيع الاستثمار المحلي، ومحاربة الفساد الإداري.
فأي مستقبل للشباب؟ سؤال مشروع يتردد بقوة في الشارع المغربي، ومع كل تأجيل للحلول الجذرية، تتعمّق الهوة بين الأجيال الصاعدة ومؤسسات الدولة… فهل من إنصات حقيقي قبل فوات الأوان؟