احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
في مشهد أثار حفيظة سكان مقاطعة المنارة وفعاليات المجتمع المدني، شنت سلطات الملحقة الإدارية المسيرة حملة ليلية لتحرير الملك العمومي بنفودها الترابي.
الحملة، التي وصفت بـ”الغامضة”، انطلقت في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس، وتحديداً بعد منتصف الليل، مستعينة بـجرافة وثلاث شاحنات تابعة للمجلس الجماعي وتمكنت من حجز وإتلاف مجموعة من العربات والطاولات الحديدية وتفكيك براكة مشبوهة بالقرب من حمام الراحة.
و تتساءل الساكنة وزوار المنطقة عن الهدف الحقيقي من هذه المبادرة الليلية، خاصة وأن الشوارع تكون قد أفرغت بشكل طبيعي من الباعة المتجولين والمقاهي والمحلات التي تستغل الملك العمومي بشكل صارخ.
و يرى الكثيرون أن تنظيم مثل هذه الحملات يجب أن يكون في واضحة النهار، خلال ساعات الذروة، ليلامس الواقع ويشمل المقاهي والمحلات التجارية والباعة المتجولين الذين يعيقون حركة المرور والمشاة على طول شارع الداخلة وساحة الكركرات.
وفي هذا السياق، صرح أحد سكان شارع الداخلة للجريدة قائلاً: “فليأتوا إلى هذا الشارع انطلاقاً من الخامسة زوالا، لن يجدوا مكاناً للمرور فوق الرصيف”. هذا التصريح يؤكد التحدي اليومي الذي يواجهه السكان، ويشير بوضوح إلى أن مشكلة احتلال الملك العمومي تتفاقم خلال ساعات النهار، مما يجعل فعالية الحملات الليلية محل شك.
هذا التناقض يدفع إلى التساؤل عن فعالية الحملة الليلية، وعما إذا كانت تحقق الهدف المنشود منها، وهو تحرير الملك العمومي بشكل جاد، ويضاف إلى ذلك، مطالب بمراقبة تراخيص احتلال الملك العمومي ومدى مطابقتها للواقع، خصوصاً وأن الرخص الممنوحة من المجلس الجماعي تقتصر على إقامة أطناف معلقة، وليس بنايات قصديرية مثبتة بأعمدة حديدية كما هو شائع.
وتؤكد جمعيات المجتمع المدني وساكنة المنطقة أن الدور الأساسي للسلطات يتمثل في تحرير الملك العمومي خلال النهار وساعات الذروة، لضمان تيسير حركة التنقلات وحقوق المشاة والمواطنين في استخدام الفضاءات العمومية.
هذا الوضع يفتح الباب أمام مطالب إلى السلطات الولائية بضرورة مراجعة استراتيجية هذه الحملات لضمان فعاليتها وشفافيتها في تحقيق الأهداف المرجوة منها، بعيداً عن أي شبهات أو تمييز، في احترام تام المقتضيات القانونية ذات الصلة.
