فاجعة اقليم قلعة السراغنة… حين تحوّل طريق الحياة إلى مسرح موتٍ صادم

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في صبيحة الأحد 8 يونيو، استفاقت ساكنة جماعة سور العز بإقليم قلعة السراغنة على وقع حادثة سير مأساوية، تحولت معها لحظة عادية في حياة أسرة إلى فاجعة تقطر ألماً. الحادث وقع بمنطقة سيدي إدريس، وخلّف حصيلة ثقيلة في الأرواح، بعد انقلاب دراجة ثلاثية العجلات كانت تقلّ على متنها أربعة عشر شخصاً، في مشهد يُعري الواقع المرّ لوسائل النقل القروية.

مأساة في زمن الصمت

في غياب شروط السلامة، تحولت “تريبورتور” – المصمم أساسًا لنقل السلع – إلى وسيلة تقلّ نساءً وأطفالاً، ظنّوا أنهم في طريقهم إلى مناسبة عائلية أو يوم عادي، قبل أن ينقلب بهم القدر رأسا على عقب. سبعة أرواح أزهقت على الفور، فيما يرقد الباقون بين الحياة والموت في المستشفى الإقليمي بقلعة السراغنة، وسط حالة تأهب صحي غير مسبوقة.

الاستنفار الكامل بعد الحادث

فور ورود نبأ الحادث، تحركت مختلف الأجهزة المعنية، من سلطات محلية ودرك ملكي وعناصر الوقاية المدنية، في تنسيق سريع نقل المصابين والضحايا. كما عرف المستشفى الإقليمي استنفاراً شاملاً، بعد وصول المصابين في وضعية حرجة تتطلب تدخلاً استشفائيًا عاجلاً.

عامل الإقليم يدخل على الخط

في لحظة تعكس حساسية الموقف، حلّ عامل إقليم قلعة السراغنة بالمركز الاستشفائي للوقوف ميدانيًا على مدى جاهزية المرفق الصحي لاستقبال الضحايا. وجّه تعليماته لتعبئة الطواقم الطبية وشبه الطبية، مع التشديد على ضمان التكفل العلاجي الكامل للمصابين حسب درجة خطورة الإصابات، وضرورة توفير كل سبل الدعم النفسي لعائلاتهم.

تساؤلات صادمة.. من يتحمل المسؤولية؟

ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، لكنها الأكثر إيلاماً في سجل حوادث النقل غير الآمن بالعالم القروي. فهل تتحمل الأسر مسؤولية القبول بنقل جماعي محفوف بالمخاطر؟ أم أن غياب بدائل حقيقية للنقل يدفع المواطنين إلى حلول قاتلة؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها بإلحاح بعد هذه الفاجعة التي ما كانت لتحدث لو توفرت البنيات الأساسية والرقابة الصارمة.

الساكنة تطالب بتحقيق شامل وتدخل عاجل

أصوات من عين المكان طالبت، في حديث مع الملاحظ جورنال، بفتح تحقيق دقيق حول ظروف الحادث وأسباب استخدام هذا النوع من وسائل النقل لنقل أشخاص بشكل جماعي، خصوصًا في طرقات وعرة لا تراعي معايير السلامة. كما شددت التصريحات على ضرورة التسريع بربط العالم القروي بخدمات نقل لائق وآمن، يجنب الأسر مزيدًا من الفواجع.

نهاية مفتوحة على وجع لا يُنسى

فاجعة سيدي إدريس ليست فقط حادثة سير مؤلمة، بل مرآة تعكس عمق الهشاشة التي تعيشها فئات عريضة من سكان القرى، حيث يتحوّل التنقل إلى مغامرة يومية. وبينما يُوارى جثمان الضحايا الثرى، تظل أرواحهم شاهدة على إهمال طال أمده، وعلى دروبٍ تحتاج من يعيد لها معنى الحياة… قبل أن تسرقها مجددًا دراجة بثلاث عجلات.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.