فرنسا تُعلن الحرب على التدخين في الهواء الطلق… قرار لحماية الأجيال من دخان قاتل
في خطوة غير مسبوقة، شرعت فرنسا رسميًا، ابتداء من اليوم الأحد، في تنفيذ حظر شامل للتدخين في عدد من الفضاءات العامة المفتوحة، من بينها الشواطئ، الحدائق، ومحطات انتظار وسائل النقل، وذلك ضمن سياسة وطنية جديدة تهدف إلى خلق بيئة صحية أكثر أمانًا، خاصة للأطفال والعائلات.
القرار، الذي طالما طالب به نشطاء الصحة والبيئة، يحدّ من التدخين في محيط المؤسسات التعليمية والمرافق الرياضية والمكتبات، على ألا يقل هذا المحيط عن 10 أمتار، ما يعكس توجهًا واضحًا نحو تحييد القاصرين عن أضرار التدخين السلبي.
حماية لا عقوبة… في البداية
ورغم أن الغرامات المقررة قد تصل إلى 750 يورو، فإن وزارة الصحة الفرنسية شددت على أن المرحلة الأولى ستكون مخصصة للتوعية والتحسيس بدل العقاب، ريثما يترسخ القرار في السلوك الجماعي.
وبينما تم استثناء شرفات المقاهي والمطاعم من هذا الحظر، وتجاهلت التدابير السجائر الإلكترونية، فإن المسؤولين وعدوا بإصدار نص تنظيمي مفصل في الأيام المقبلة، يوضح كل الجوانب المتعلقة بـ”المناطق الخالية من التدخين”.
صحوة متأخرة ولكن ضرورية
ويأتي هذا القرار في ظل أرقام لا تزال مقلقة: ربع سكان فرنسا من البالغين يدخنون يوميًا، والتدخين مسؤول عن حوالي 75 ألف وفاة سنويًا، إلى جانب آلاف الوفيات الأخرى الناتجة عن التدخين السلبي.
ورغم تحسن المعدلات مقارنة بالعقود الماضية، فإن مقارنة فرنسا بدول مثل السويد (8%) تُظهر حجم التحدي، خصوصًا أن دولًا أوروبية كبرى بدأت منذ سنوات باتخاذ خطوات استباقية مشابهة.
عاصمة خالية من الدخان… حلم يتحقق تدريجيًا
الخطوة الفرنسية تعكس رغبة واضحة في تحرير الفضاء العام من الدخان، وجعله أكثر ملاءمة للتنفس النقي والمعيش اليومي الآمن. ويأمل ناشطون أن يشمل الحظر مستقبلًا المقاهي والمطاعم، وأن يُدرج تدخين السجائر الإلكترونية ضمن القائمة، مع إدماج المزيد من البرامج التعليمية في المدارس لمحاربة التدخين في سن مبكرة.
وبينما تنطلق فرنسا في هذه التجربة الصحية الجريئة، تبدو أعين دول أخرى مُتابعة لتداعيات القرار، أملاً في تكرار نفس النموذج في بلدانها.