الزهني تشفة تتوج بدبلوم مهندسة دولة في تخصص الطاقات المتجددة وكهرباء السيارات بكلية العلوم والتقنيات بمراكش
احتضنت كلية العلوم والتقنيات التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، صباح اليوم الإثنين 30 يونيو 2025، جلسة علمية متميزة خُصّصت لمناقشة مشروع تخرج الطالبة الزهني تشفة من مدينة جرسيف، التي توجت مسارها الأكاديمي بالحصول على دبلوم مهندسة دولة في تخصص الطاقات المتجددة وكهرباء السيارات.
وقد جرت المناقشة أمام لجنة علمية تتألف من الأستاذ عبد الجليل القاري كمشرف على المشروع، والدكتور محمد الشناني رئيساً للجنة، إلى جانب الدكتور نور الدين أوزال كمقرر.
وتميز العرض الذي قدمه الزهني بجودة عالية على مستوى المحتوى العلمي والتقني، حيث تناولت فيه حلولاً مبتكرة لتطوير البنية الكهربائية للسيارات الذكية، مع التركيز على التكامل بين نظم الطاقة المتجددة وتقنيات النقل المستدام، في انسجام تام مع التوجهات الوطنية والدولية الرامية إلى الانتقال الطاقي وخفض الانبعاثات.
وقد أشادت اللجنة بالمستوى المتميز للطالبة وبكفاءتها الأكاديمية، معتبرة مشروعها قيمة مضافة في مجال البحث والتطوير في قطاعات حيوية تتقاطع فيها الطاقة والتكنولوجيا والنقل.
ويأتي هذا التتويج تتويجاً لمسار دراسي وجامعي حافل بالجد والمثابرة، يعكس الجهود المتواصلة التي تبذلها كلية العلوم والتقنيات بمراكش في تكوين جيل جديد من المهندسين المؤهلين لمواكبة التحولات الطاقية والبيئية التي يعرفها المغرب والعالم.
رؤية هندسية نحو مركبات أكثر خفة وفعالية
في ملخص المشروع، أوضح الزهني أن البنية الكهربائية الحالية في المركبات ذات التنقل الحضري الخفيف (Micro-mobilité) تعتمد على نظام تغذية مزدوج: بطارية رئيسية بجهد 48 فولت مخصصة للجرّ، وبطارية ثانوية بجهد 12 فولت لتغذية التجهيزات الإلكترونية كالإضاءة والمعالجات والحساسات.
غير أن هذا التكوين، كما جاء في دراستها، يطرح إكراهات تقنية واقتصادية تتعلق بتكلفة الإنتاج، وتعقيد الأسلاك الكهربائية، وزيادة وزن النظام، مما يؤثر سلبًا على النجاعة الطاقية.
ولتجاوز هذه التحديات، قادت الزهني دراسة متقدمة حول إمكانية الاستغناء الكامل عن بطارية 12 فولت، مع ضمان استمرار اشتغال المكونات الإلكترونية المعتمدة عليها، دون التأثير على موثوقية وأداء المركبة.
حلول تقنية مبتكرة نحو تبسيط النظام
شملت الدراسة أيضًا تحسين تصميم الحُزَم الكهربائية (faisceaux électriques) لتحقيق مكاسب في الوزن والفعالية، من خلال محورين أساسيين:
إعادة تحديد أبعاد الحزم 12 فولت وفقًا للاحتياجات الفعلية للطاقة،
إعادة تموضع صندوق الصمامات الكهربائية (Boîtier Fusibles Relais Moteur) لتقليل طول الأسلاك، وتخفيض الفقد الطاقي والوزن الكلي.
وخلص المشروع إلى تقديم تصور حديث لبنية كهربائية أكثر بساطة وكفاءة، تواكب التحولات العالمية في مجال النقل المستدام، وتعزز التوجه الصناعي نحو مركبات خفيفة، فعالة وذات استهلاك منخفض للطاقة.
في قلب الانتقال الطاقي
حظي المشروع بإشادة اللجنة العلمية، التي اعتبرت العمل نموذجًا تطبيقيًا يجمع بين المعرفة الأكاديمية والابتكار الصناعي، ويعكس نضجًا هندسيًا يليق بمهندس دولة مستقبلي.
ويأتي هذا التتويج في وقت يشهد فيه المغرب تحولات استراتيجية كبرى في قطاع التنقل الكهربائي والطاقات المتجددة، ما يجعل مثل هذه المشاريع من الركائز المهمة في بناء كفاءات وطنية قادرة على مواكبة التطور التكنولوجي والصناعي.