هل يقترب المغرب من احتضان قواعد أمريكية؟ تحركات عسكرية و”باتريوت” يلوّح في الأفق

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

دعا الجنرال الأمريكي المتقاعد روبرت غرينواي، أحد أبرز الشخصيات السابقة في جهاز الأمن القومي الأمريكي، إلى نقل القواعد الأمريكية الجوية من إسبانيا إلى المغرب، في خطوة من شأنها قلب موازين القوة بالمنطقة.

وجاء هذا الموقف المفاجئ بعد أن أعاد الجنرال غرينواي نشر تغريدة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يهاجم فيها تقاعس إسبانيا في الوفاء بالتزاماتها في ميزانية حلف “الناتو”، معلقاً بالقول: “حان الوقت لنقل قاعدة روتا وقاعدة مورون الجوية إلى المغرب”.

هذا التصريح لم يأت من فراغ، بل يتقاطع مع تحركات عسكرية ميدانية حاسمة، إذ تزامن مع زيارة قامت بها وفود من القوات المسلحة الملكية المغربية إلى قاعدة “باومهولدر” الأمريكية بألمانيا، حيث شاركت في تدريبات ميدانية على منظومة الدفاع الجوي “باتريوت” المتطورة.

الوفد المغربي اطلع على عرض حي لقدرات الرادارات الأمريكية الحديثة، القادرة على تتبع عشرات الأهداف الجوية في آن واحد، وتوجيه صواريخ دفاعية بدقة قاتلة، ما يعزز من قدرة المملكة على التصدي لأي تهديد جوي من متوسط إلى بعيد المدى.

وتشير تقارير متطابقة إلى أن المغرب يوجد في المرحلة الأخيرة من التعاقد الرسمي على منظومة “PAC-3 MSE”، الأحدث في عائلة الباتريوت الأمريكية، والتي ستُدمج ضمن منظومة دفاعية متكاملة تضم أيضا Sky Dragon 50 الصيني وBarak MX الإسرائيلي، تمهيدًا لإرساء شبكة درع جوي فائق التطور.

بل إن مؤشرات ميدانية تؤكد أن المغرب توصل فعلاً بمركبات إطلاق الباتريوت (TEL)، ما يعني أن الإعلان الرسمي عن دخول المنظومة الخدمة أصبح وشيكًا، في ظل توجه المملكة لبناء مركز قيادة وتحكم (C2) متقدم للدفاع الجوي.

المقترح الذي طرحه الجنرال غرينواي، وإن لم يصدر بشكل رسمي من وزارة الدفاع الأمريكية، يعكس وجود نقاش داخلي حقيقي في أوساط الأمن والدفاع الأمريكيين حول جدوى استمرار الوجود العسكري في إسبانيا، خاصة في ظل التقارب المغربي الأمريكي، وانخراط الرباط الجاد في تطوير قدراتها الدفاعية ضمن منظور إقليمي يتغير بسرعة.

وفي حال تم تنفيذ هذا التحول، فإن المغرب سيصبح أكبر شريك دفاعي للولايات المتحدة في شمال إفريقيا والضفة الجنوبية للمتوسط، وهو ما ستكون له انعكاسات جيوسياسية عميقة على أمن المنطقة وموازين القوى الإقليمية.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.