تنصيب الكاتب العام الجديد لعمالة مراكش في أجواء رسمية تؤكد على مواصلة مسار التحديث الإداري والتنمية المحلية

ترأس السيد رشيد بنشيخي، والي جهة مراكش-آسفي وعامل عمالة مراكش بالنيابة، يوم الإثنين 28 يوليوز 2025، حفل تنصيب السيد المصطفى الطايع كاتباً عاماً جديداً لعمالة مراكش، خلفاً للسيد والعيد المسفار الذي حظي بالثقة الملكية السامية بتعيينه عاملاً مكلفاً بالشؤون الداخلية الجهوية بولاية طنجة-تطوان-الحسيمة.

وقد جرى هذا الحفل في قاعة الاجتماعات الكبرى بولاية الجهة، في أجواء رسمية متميزة، وبحضور وازن ضمّ عدداً من الشخصيات والمسؤولين، من ضمنهم عامل الشؤون الداخلية الجهوية، ورئيسة مجلس عمالة مراكش، ونائبة رئيسة مجلس جماعة مراكش، إلى جانب رؤساء الجماعات الترابية بالإقليم، والكتاب العامين، ورؤساء المصالح الأمنية، ورجال السلطة، وكذا أطر وموظفي الولاية بمختلف أقسامها.

مهام دقيقة في سياق متحول

وفي كلمة بالمناسبة، رحّب الوالي بالنيابة بالحاضرين، مبرزاً أهمية الدور المحوري الذي يضطلع به الكاتب العام للعمالة، باعتباره حلقة مركزية في تدبير الشأن الإداري المحلي، ومكلفاً بالتنسيق العملي بين مختلف المصالح اللاممركزة والهيئات المنتخبة والسلطات الترابية، بما يضمن انسيابية الأداء الإداري وفعاليته، وتحسين جودة الخدمات العمومية المقدمة للمواطنين.

وأكد السيد بنشيخي أن تعيين السيد المصطفى الطايع يأتي في ظرفية دقيقة تتسم بكثافة الأوراش التنموية التي تعرفها مدينة مراكش، وباستعدادها لاحتضان عدد من الفعاليات الدولية الكبرى، ما يقتضي من كافة الفاعلين الانخراط الكامل والمسؤول في ورش الحكامة الترابية الحديثة، المبنية على النجاعة، والمحاسبة، وخدمة المواطن.

إشادة بالأداء المؤسسي المتواصل

وفي ذات السياق، نوه والي الجهة بالنيابة بالمجهودات المتميزة التي بذلها السيد عبد الصادق العالم، خلال توليه مهام الكاتب العام بالنيابة، مشيداً بكفاءته وانضباطه الإداري، وحرصه على الاستمرارية الإيجابية في تدبير الملفات الاستراتيجية خلال فترة انتقالية.

كما شدد المتحدث على أهمية التفاعل الإيجابي والتكامل بين الإدارة الترابية ومجالس الجماعات الترابية، والمصالح الخارجية للوزارات، داعياً إلى تعزيز منطق الاشتغال الجماعي والتدبير التشاركي لمواجهة تحديات التنمية، وتحقيق نتائج ملموسة تترجم تطلعات الساكنة في مجالات التهيئة، والخدمات، والتجهيزات الأساسية.

مصاحبة الأوراش الكبرى لمراكش

ويأتي تنصيب الكاتب العام الجديد في وقت تشهد فيه مدينة مراكش دينامية ملحوظة على عدة مستويات، حيث يتم تنزيل مشاريع كبرى ومهيكلة في مجالات الطاقة، والنقل، والتحول الرقمي، والبنية التحتية، وهو ما يتطلب جهازاً إدارياً يقظاً وفعالاً، يتوفر على كفاءات قادرة على ترجمة السياسات العمومية إلى إجراءات عملية ميدانية.

ويُنتظر أن يساهم السيد المصطفى الطايع، بخبرته وتجربته في الإدارة الترابية، في إرساء تقاليد جديدة في تدبير الشأن العام المحلي، قائمة على القرب، والتحديث، وربط المسؤولية بالمحاسبة.

تجديد الثقة في الإدارة الترابية

ويمثل هذا الحفل إشارة قوية على التوجه العام للدولة نحو تجديد النخب الإدارية، وإعادة ترسيم الأدوار في ضوء التحولات الاقتصادية والاجتماعية، وتحديات الجهوية المتقدمة، واستحقاقات التنمية المستدامة.

ويُنتظر من الكتابة العامة لعمالة مراكش، بقيادة السيد الطايع، أن تلعب دوراً محورياً في تعزيز نجاعة الأداء العمومي الترابي، وتحقيق التناسق الضروري بين مستويات القرار المحلي، بما يستجيب لانتظارات المواطنين، ويرفع من منسوب الثقة في المؤسسات.

ويعكس هذا التعيين أيضاً الرؤية الملكية السامية التي ما فتئت تؤكد على ضرورة ترسيخ إدارة مواطِنة، فعّالة، وناجعة، تكون في خدمة التنمية وخادمة للمواطن في المقام الأول.