ازيلال: مسيرة شعبية احتجاجية نحو العمالة ضد التهميش واستغلال الوعود الزائفة

في مشهد غير مسبوق، تدفقت جموع غفيرة من ساكنة أيت عبي، صباح اليوم الثلاثاء، صوب مقر عمالة إقليم أزيلال، في مسيرة احتجاجية ضخمة تحولت إلى صرخة جماعية ضد التهميش و”الوعود الكاذبة”.

المحتجون، الذين قطعوا الكيلومترات على الأقدام، رفعوا شعارات حارقة تطالب بأبسط حقوقهم: ماء صالح للشرب، مستشفيات تليق بالكرامة الإنسانية، مدارس تحفظ مستقبل أبنائهم، وكهرباء تنير عزلتهم. كلماتهم كانت أشبه ببيان إدانة مباشر لسياسات الإهمال التي حوّلت المنطقة إلى فضاء معزول، يدفع ثمنه المواطن البسيط مع كل فيضان أو موجة ثلج أو انقطاع خدمات.

“لقد سئمنا الوعود ومللنا الانتظار”، هكذا ردد أحد الشبان وسط الجموع، مؤكداً أن البنية التحتية في الجماعة “تحولت إلى رمز للفشل الإداري”، فيما شدد آخرون على أن المسيرة ليست سوى البداية لـ”حراك أيت عبي”، وأن الكرة الآن في ملعب السلطات.

ورغم سلمية وهدوء الاحتجاج، إلا أن رسائل الساكنة كانت صريحة: لن نقبل أن نظل خارج التاريخ والجغرافيا، وأن يظل حقنا في الماء والصحة والتعليم مجرد ملف منسي في رفوف الإدارة.

السلطات تابعت المشهد عن قرب، لكن السؤال الملح اليوم: هل سيكون هناك حوار جاد وإجراءات ملموسة، أم أن أيت عبي ستظل تصرخ في وادٍ من التجاهل؟