الشركة الجهوية متعددة الخدمات بمراكش تطلق خطة استعجالية لحماية الصويرة من مخاطر الفيضانات
في خطوة نوعية تعكس يقظة استباقية وحسًّا عاليا بالمسؤولية، أعلنت الشركة الجهوية متعددة الخدمات بمراكش عن الشروع في تنفيذ خطة استعجالية ومتطورة بمدينة الصويرة، تهدف بالأساس إلى تحرير قنوات الصرف الصحي من مظاهر الاختناق باستعمال تقنيات حديثة وفعالة.
مقاربة حديثة لمواجهة التحديات المناخية
وتأتي هذه العملية في سياق تزايد التحديات المرتبطة بالتقلبات المناخية وكثافة التساقطات المطرية التي تشهدها المنطقة خلال فصول معينة من السنة، حيث باتت حماية المدينة من مخاطر الفيضانات أولوية قصوى. الخطة الجديدة لا تقتصر فقط على معالجة الاختناقات، بل تتبنى منهجية شاملة تروم تأهيل الشبكات وتحسين مردوديتها بما يتلاءم مع المعايير التقنية الوطنية والدولية.
معطيات تقنية دقيقة
تعتمد مدينة الصويرة على شبكة للصرف الصحي يبلغ طولها 295 كيلومترا، مدعومة بـ 7 محطات ضخ، إضافة إلى محطة لتصفية المياه العادمة من نوع الحمأة المنشطة منخفضة الحمولة بقدرة معالجة تصل إلى 10.000 متر مكعب يوميا، مع إمكانية إعادة استعمال المياه المعالجة في أغراض متعددة.
وفي إطار التدخلات الاستعجالية الأخيرة، تم تطهير يوميا 12 كيلومترا من الشبكة، فضلا عن تنظيف وصيانة 25 بلوعة، وذلك لضمان انسيابية التدفقات المائية وتحسين أداء الشبكة.
حماية شاملة للبنية التحتية
من خلال هذه التدخلات الميدانية، تسعى الشركة إلى تأمين شبكة الصرف الصحي بشكل كامل وضمان انسيابية التدفقات المائية، بما يتيح تعزيز قدرة المدينة على الصمود أمام أي طارئ مناخي محتمل. كما تندرج هذه الخطوة ضمن رؤية بعيدة المدى لتقوية البنية التحتية المائية بالصويرة، بما يحمي المرافق الحضرية ويصون سلامة الساكنة وممتلكاتها.
بعد تنموي واستراتيجي
لا تقتصر أهمية هذه المبادرة على بعدها الوقائي، بل تشكل أيضًا استثمارًا استراتيجيًا في استدامة التنمية الحضرية، انسجامًا مع توجهات المملكة في مجال تدبير الموارد المائية وحماية المدن من المخاطر الطبيعية. وهو ما يعكس دينامية جديدة في طريقة اشتغال الشركة الجهوية متعددة الخدمات بمراكش، التي باتت تعتمد مقاربات مبتكرة وتكنولوجيات متقدمة في تدبير المرافق الحيوية.
التزام متواصل
وبهذا الإجراء، تؤكد الشركة التزامها الدائم بخدمة المواطن وضمان سلامته، مع تعزيز ثقة الساكنة في قدرة المؤسسات العمومية على التدخل السريع والفعال لمواجهة أي طارئ. كما يشكل هذا التدخل نموذجًا يحتذى به في مجال الحكامة الجيدة والتخطيط الاستباقي، خصوصًا في ظل ما يشهده العالم من تغيرات مناخية متسارعة.