فتح تحقيق داخلي عاجل بشأن اتهامات بـ”الاتجار في دماء الأطفال الزهريين” بمستشفى الهاروشي
في تطور مثير للقلق هزّ الأوساط الطبية والرأي العام، فتح المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء تحقيقاً داخلياً عاجلاً وواسعاً مع مجموعة من العاملين بقسم الأمراض الباطنية بـمستشفى عبد الرحيم الهاروشي. جاء هذا الإجراء عقب تداول مقطع فيديو على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتضمن شهادة صادمة لطبيب يكشف فيها عن ممارسات مشبوهة قد ترقى إلى مستوى الاتجار في دماء أطفال يُطلق عليهم وصف “الزهريين”.
يهدف التحقيق الحالي إلى التأكد من صحة الادعاءات الخطيرة التي أوردها الطبيب، والذي زعم أن دماء بعض الأطفال تُحتفظ بها لـأغراض غير قانونية. وتستند هذه الشبهة إلى الاعتقاد بأن هؤلاء الأطفال يمتلكون “صفات خاصة”، مثل ملامح معينة في العيون وراحة اليد، يُعتقد أنها تُستغل في أعمال الشعوذة والبحث عن الكنوز.
اختفاء أدوات طبية يثير الشكوك
الطبيب الذي فجّر القضية لم يتوقف عند هذا الحد، بل أشار إلى معطيات مثيرة أخرى، من بينها اختفاء بعض الأدوات والمنشفات الطبية التي استُعملت في العمليات الجراحية للأطفال المصابين بـداء الزهري، دون أي تبرير واضح لمصيرها. هذا الغموض زاد من حدة الشبهات المثارة حول الأهداف الحقيقية وراء هذه الممارسات داخل المستشفى.
دعوة لتدخل وزارة الصحة ومراجعة الملفات
إزاء هذه التطورات المقلقة، وجه الطبيب دعوة صريحة إلى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لفتح تحقيق موسع وشامل. وطالب بمراجعة دقيقة لـالملفات الطبية للأطفال الذين تلقوا العلاج في السنوات الأخيرة للتأكد من دقة تصريحاته. كما أبرز وجود خروقات محتملة في بعض العمليات الجراحية التي وُصفت بأنها “منخفضة نسبة النجاح”، مما يضع سلامة الأطفال المرضى على المحك.
يأتي التحقيق الذي باشره المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في سياق حرص السلطات الصحية على صون نزاهة القطاع الصحي وضمان سلامة الممارسات الطبية داخل المؤسسات الاستشفائية العمومية، ومحاسبة أي تقصير أو خرق يمس بأخلاقيات المهنة وصحة المواطنين.