شبهات تحوم حول شروط الترشح ومصداقية الإنتقاء في فوز لطيفة بمنصب أستاذ التعليم العالي تتولى إدارته 

أثار إعلان نتائج مباراة توظيف أستاذ التعليم العالي بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، التابع لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، جدلاً واسعاً وشكوكاً جدية في الأوساط الثقافية والأكاديمية، بعد أن أظهرت النتائج فوز لطيفة أحرار، المديرة الحالية للمؤسسة، بالمنصب الوحيد المخصص لتخصص “الدراسات السينمائية والسمعية البصرية والمشهدية”، في المباراة التي أجريت في 23 أكتوبر 2025.

ورغم أن حصول أحرار على شهادة الدكتوراه يخول لها الترشح قانونياً، إلا أن السرعة المريبة في تنظيم المباراة أثارت شبهات حول “تفصيل” الإجراءات لصالحها.

فبينما تم الإعلان عن المباراة بتاريخ 27 ماي 2025، لم تناقش لطيفة أحرار أطروحتها للدكتوراه في تطوان إلا في شهر يوليوز 2025، أي بعد الإعلان بشهرين. وهذا يرجح حصولها حينها على شهادة نجاح مؤقتة فقط، وليس الشهادة النهائية التي تستغرق وقتاً أطول للتسليم، خاصة بتزامن ذلك مع فترة العطلة الصيفية.

وتزيد الشكوك حينما يُعلم أن الكثير من مباريات التوظيف تشترط إرفاق الشهادة الأصلية في ملف الترشيح، وليس مجرد شهادة النجاح المؤقتة.

ونظراً لتولي لطيفة أحرار منصب مديرة المعهد الذي نظم المباراة وأشرفت لجنة التوظيف فيه على الانتقاء، فإن ذلك يطرح تساؤلات جدية حول مدى احترام شروط النزاهة وتكافؤ الفرص.

الأسئلة التي تتردد اليوم في الأوساط الأكاديمية تدور حول من قام بتعيين اللجنة المشرفة، ومن هم المنافسون الآخرون، وعلى أي أسس علمية وأكاديمية تم تقييم المرشحين، وهل كانت المديرة الفائزة هي الأجدر والأكثر تأهيلاً أكاديمياً فعلاً.

هذه الشبهات تضع وزارة الشباب والثقافة والتواصل أمام اختبار أخلاقي حقيقي، وتستدعي تدخلاً عاجلاً وشفافاً من الوزير محمد المهدي بنسعيد لتوضيح ملابسات هذه القضية للرأي العام، وصون مصداقية المؤسسات الأكاديمية.