الخطاب الملكي السامي بمناسبة القرار الأممي الجديد حول الصحراء المغربية

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

نص الخطاب الملكي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، إلى الأمة المغربية مباشرة بعد تصويت مجلس الأمن الدولي على القرار الجديد الداعم لمبادرة الحكم الذاتي، والذي وُصف بأنه “انعطافة تاريخية”، ه

“الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.”

شعبي العزيز،

لقد تابعتم ببالغ الفخر والاعتزاز، كما تابعنا، قرار مجلس الأمن الدولي الذي تم اعتماده بأغلبية مريحة، وهو القرار الذي يجدد الدعم الدولي الصريح والواضح لـ مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، باعتبارها الحل الوحيد، الجاد والواقعي وذي المصداقية، لتسوية النزاع المفتعل حول صحرائنا المغربية.

إن هذا القرار، الذي جاء ليؤكد المسار الذي اخترناه، يمثل نقطة تحول ومنعطفاً حاسماً في تاريخ قضيتنا الوطنية. فبعد سنوات من الجهود الدبلوماسية المستمرة والعمل الدؤوب، يأتي هذا التأييد الأممي ليرسخ قناعتنا الراسخة بوجاهة موقفنا، ويضع حداً نهائياً للأطروحات البائدة والخيارات غير الواقعية التي تجاوزها التاريخ والمنطق.

شعبي العزيز،

من دواعي اعتزازنا أن هذا القرار الجديد يأتي ليتزامن مع تخليدنا للذكرى الخمسين لـ المسيرة الخضراء المظفرة. وهو ما يضاعف رمزية هذا الانتصار الدبلوماسي، ويؤكد على أن الوفاء لروح المسيرة الخضراء هو العزيمة التي لا تلين في الدفاع عن كل شبر من ترابنا الوطني.

لقد قلناها وكررناها: الصحراء قضية كل المغاربة، وليست قضية القصر الملكي وحده. والتعبئة الوطنية الشاملة، التي نشهدها في كل ربوع المملكة، من طنجة إلى الكويرة، خير دليل على أن المغاربة يداً واحدة في الدفاع عن سيادة وطنهم ووحدته الترابية.

إن هذا القرار يمثل كذلك إشادة دولية واضحة بالجهود التنموية الكبرى التي تبذلها المملكة في أقاليمنا الجنوبية، مما يجعل من هذه المنطقة قطباً اقتصادياً قارياً ورابطاً بين المغرب وعمقه الإفريقي.

ونتوجه، بهذه المناسبة، ببالغ الشكر والتقدير إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حاملة القلم في هذا الملف، وجميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، الصديقة والشقيقة، التي صوتت لصالح هذا القرار التاريخي، ودعمت مسار السلام والاستقرار في المنطقة.

شعبي العزيز،

إننا نعيش اليوم مرحلة فاصلة: هناك ما قبل هذا القرار وما بعده. فما بعد هذا القرار هو مرحلة جديدة تتطلب منا المزيد من اليقظة والتعبئة والحزم في تنزيل مقتضياته، ومواصلة العمل لإنهاء هذا النزاع الإقليمي المفتعل.

وإننا لنتوجه مرة أخرى، من منطلق الأخوة وحسن الجوار، إلى أشقائنا في الجزائر، داعين إياهم إلى تغليب منطق الحكمة والمصلحة العليا، والانخراط بصدق في المسار السياسي الأممي على أساس الواقعية والتوافق، لطيّ صفحة الخلافات وتأسيس مرحلة جديدة من التكامل والتعاون لصالح شعوبنا المغاربية.

شعبي العزيز،

إننا لن نتراجع أبداً عن حقوقنا المشروعة، ولن نساوم على سيادتنا. فـالمغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
“والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.”

الرباط، يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.