تظل الإلتفاتة الإحسانية لضيعة “بوفارس” الإيكولوجية بمراكش، متمددة في الزمن، ومتجددة مع تجدد الحاجة إلى تفعيل القيم النبيلة، ورؤيتها حالة وجدانية مجبولة على التآزر والمساندة والعون الموجه نحو الفئة الإجتماعية الأكثر هشاشة، والأجدر بالإجارة والدعم والرفد والمساعدة على التخفيف من غصة الحاجة، وتحمل تكاليف البقاء والعبئ المالي وخصاص الإنفاق، خصوصا، إذا ما كانت هذه الفئة من التركيبة المجتمعية مصابة بعلة تهدد طيلتها، وتجعل من لحظة عيش مضافة منة إلهية وحبوا لا تستطعم لذة إغداقه وإنالته وهبته، دون تدخل إنساني يمنح القدرة على منازلة العلل وضمان مسارب العلاج والتطبيب والتطلع إلى الإستشفاء من سقم البدن.
خصال جسدتها صباح السبت 17 دجنبر 2016، “ضيعة بوفارس”، التي آلت على موقعها الإجتماعي والإيكولوجي، أن تحملها وأن تنخرط من خلالها في برنامج “التكافل الوطني”، الذي لا يحتاج فقط إلا للمبادرة المدركة لعمق الإرتباط المجتمعي، والسعي نحو ترسيخ ثقافة “الإمداد”، من كونها معايشة وتعايش مرغوبة شرعا وقانونا، وذلك، من خلال النشاط التربوي الذي انتظم ذات الصباح بالضيعة التي أضحت مدار تنافس رياضي، عملت على تنظيمه بشراكة مع مؤسسة “العمراني التربوية”، التي بدورها تراهن على إدماج تلامذتها في اكتشاف الأبعاد الأخلاقية والتربوية لفعل “التكافل” باعتباره ديمومة المجتمعات المتجددة التي تضع العنصر البشري بمتعلقاته ضمن أولويات التدبير للنظام العيشي، وتنمية الوعي بالأهمية التي يحظى بها، إن على مستوى التواصل المعرفي، أو على مستوى فهم وغور خاصيات البنى النفسية في حالة هشاشة,
هذا اليوم التضامني، الذي هيأت له “ضيعة بوفارس” أرضية الإجراء، جرى في رياضة “المشي”، وشارك في مسابقته تلامذة “مؤسسة العمراني”، الذين أبدوا اندفاعا عزيزا نحو إنجاح ليس فقط المسابقة، وإنما بلوغ الهدف الإنساني الكامن خلف تنظيمها، حيث يرتئي مولاي أحمد العلوي بوفارس، بأن المساهمة في العمل الخيري عموما، والذي أقيم بضيعة “بوفارس”، هو انتصار لنهج الدعم والمعاضدة والمناجدة للجمعيات التي تناضل من أجل تقديم العون إلى المصابين بأمراض يكلف العلاج منها إنفاقا كبيرا، كما في حالة مرضى القلب والشرايين الذين لأجلهم تشهد الضيعة تنظيم سباق “المشي” من قبل مؤسسة العمران التربوية، وتحتضنه الضيعة ضمن الإنفتاح على المحيط التربوي بالمدينة، والذي يبقى مستأثرا باهتمامات الأنشطة وتنوعها على مدار السنة، سيما، وأن هذا النشاط التربوي يأتي أياما عن اختتام مؤتمر الأطراف في الإتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 22)، لذلك، كانت الإرادة أن نجعل من هذا اللقاء، لقاءا إيكولوجيا وبيئيا، ملفتا الإهتمام، إلى أن إنشاء هذه الضيعة قام أساسا على فكرة خلق فضاء طبيعي للطفولة وإشباع معرفتها البصرية والعلمية بالكائن النباتي المتعدد الذي لم يعد الفضاء الخارجي يوفره، فالضيعة نذهب إلى الإرتقاء بها نحو جعلها متحفا طبيعيا يلبي الإستجابة إلى معطيات الحياة البيئية الطبيعية، ويضع أمام الأسر المرحب بها لقضاء يوم طبيعي جميل، إمكانات الإستفادة مع الأطفال بخدمة الضيعة الإيكولوجية.
إلى ذلك، فقد تم توجيه خلال ختام فعاليات اليوم، إعانة إنسانية، عينية إلى إحدى الجمعيات التي تعمل في مجال المساعدة الإجتماعية، لمرضى القلب، “000. 16″، وذلك، في ترجمة بينة للبعد التكافلي، الذي مثل احتضان “ضيعة بوفارس” له، مثار دعوة إلى دعمه من لدن السلطات المحلية والمنتخبة، حتى يتحد الجهد والهدف من أجل صياغة نهج تواصلي بين السلطتين والمبادرات الذاتية التي تروم ليس إحياءا، إذ ليس هناك فعل مندثر لقوله صلى الله عليه وسلم ” الخير في أمتي ما بقيت”، وإنما تأكيدا لهذا التوجه الإنساني، مادام هناك أناس ينتظرون التخفيف من حرج الفاقة، ويتطلعون إلى المساعدة، سيما، المرضى الذين يقتضي إسعافهم تكاليف مالية، تقصها يعني حقيقة هلاكا موقوفا على دنو ختم الأجل.