مايحرك الدولة الجزائرية ويذكي حقدها على دول الجوار وخاصة المغرب هو عقدة التاريخ فالصيرورة التاريخية لمنطقة شمال إفريقيا تحيل إلى ظاهرة الاغتراب التاريخي الذي يسم القطر الجزائري الذي ظل تابعا لا متبوعا لدويلات صغيرة لينتهي بها هذا المسار إلى الهيمنة العثمانية ثم الاستعمار الفرنسي الذي هيمن طويلا على الجزائر عكس المغرب الذي يعد من اعرق الدول بالمنطقة بما يحمله من تاريخ حافظ فيه أبناؤه على الممارسة السيادية على المنطقة، ومن تم يعتبر المغرب من اعرق الدول التي حافظت على سيادته في ظل نظام ملكي قوة لحمة الشعب المغربي كما جسد، وحتى في ظل الاستعمار الفرنسي الذي لم يعمر طويلا، وشائج الولاء للسلطة المركزية التي ظلت تدود عن سيادة الدولة ،واستمرارها فعقدة عدم استمرارية التاريخ الجزائري ،وغياب الدولة المستقلة تاريخيا ولدا لذى الطبقة الحاكمة الجزائرية شعورا بالنقص امام عملقة التاريخ المغربي التي اكتسبها عن طريق حماية سيادته من الذوبان بفعل دول دخيلة وجدت مقاومة شرسة من لدن المغاربة .
العقدة التاريخية التي جعلت الجزائر تابعة لا متبوعة ،هي التي تحرك هواجس القادة الجزائريين الحاليين عن البحث عن كوة نور تحقق لهم السيادة بالمنطقة مع الأسف فقد اختاروا طريقا عدائيا ظنوه قادرا على تحقيق السيادة بالمنطقة عن طرق المناورة والدسه وشيطنة المغرب باستحداث بؤر التوتر سواء في منطقة الصحراء المغربية أو الحدود المشتركة فالجزائر وهي تلهت بغية الحصول على ما يجسد سيادتها لا تدخر جهدا من افتعال الأزمات مع دولة المغرب عسى أن تحقق مكسبا حربيا ولو لمدة دقائق ،الشيء الذي لايمكن أن تصل إليه ،وهي تعلم أن الجندي المغربي الذي مرغ جيشها في الوحل إبان معركة الرمال او حال معركة امكالة .
قادر على أن يلقنها الدروس لتستيقظ من غفوتها لتدرك أن السيادة لاتتحقق بالقوة ،وإنما بالحكمة والتبصر وإدراك خطورة العواقب .
فالمغرب قادرا على أن يحمي أراضيه كما هو مطالب بان يحافظ على سيادته التاريخية على المنطقة وكل تطاول على أراضيه سيظل مجرد هذيان لن تسترجع به الجزائر سيادتها المفقودة عبر التاريخ.