رغم أن الفيضانات التي عمت المغرب تشكل طفرة نوعية من حيث وفرة المياه ورغم الخسائرة الكبيرة المفجعة التي طالت هوامش المدن وبعض التجمعات السكنية في الجنوب فإنها كشفت المستور والمسكوت عنه حيث هشاشة البنية التحتية الذي سهل انجراف التربة وساعدة على اضمحلال دواوير بأكملها واتت على الاخضر واليابس وولدت طبقة جديدة من المتشردين وركامة المشاكل الاجتماعية فإن هذه الامطار تعد بسنة فلاحية واعدة .
فإذا كانت هذه الأمطار قد كشفت عن بعض العيوب التي أدت إلى كوارث إنسانية فإنها أفصحت بالمقابل عن نوع من المسؤولين ادانتهم هذه الفيضانات وشكلت ملف اتهام بإعتبار اللامبالات التي كانوا يدبرون بها العمل الجماعي في غياب الحس الوطني الذي يتوقع ويبرمج ويحافظ على الارض وساكنتها .
يمكن القول بأن هؤلاء اللذين أغرتهم كراسي المسؤولية لم يستطيعوا أن يبينوا عن سلوك نزيه وفاعل بل كان قصارى جهدهم التمسك بالمناصب ولاعبرة بعد ذلك بما ينبغي ان يقدم من اعمال للمواطن القروي بله الحضري . منتخبون من هذه الطينة لايعول عليهم في تدبير الشان المحلي الذي وضعهم في قفص الاتهام من خلا عجزهم عن تقديم بدائل تلمع صورتهم.
الحقيقة الصارخة هي ان العجز الكلي الذي ابدوه في وقت الهدوء او في زمن الكوارث يحي بان غضبة سكانية ستحاصر مثل هؤلاء اللذين يشكلون لوبيات الفساد بالمغرب ،ويلقنهم الدروس الحقيقية التي لم يستطيعواهضمها ،فساقوا انفسهم، ومن وضعوا فيهم الثقة الى الوبال والخسران .
لوبيات من هذا النوع ليس لهم مجال في خريطة التسيير والتدبير الجماعي المقبل .كفانا إستهثارا .