عبد الله الكوزي
فرضت خطورة الفيضانات التي ضربت الأقاليم الجنوبية، على صناع القرار داخل المديرية العامة للوقاية المدنية، إخراج برامج هيكلية ذات صبغة استعجالية ظلت طي الكتمان إلى حيز الوجود. في السياق نفسه، كشف مصدر مسؤول بوزارة الداخلية أن المديرية العامة للوقاية المدنية، قررت خلال السنة المقبلة، خلق توازن في توزيع الموارد البشرية لإنجاح رهان الجهوية، وبالتالي توفير الحماية والمساعدة للسكان والممتلكات والبيئة. وأقدمت المديرية، أخيرا، على توزيع ترابي لأعداد الموظفين حسب القيادات الجهوية والإقليمية، يتناسب مع متطلبات كل جهة على حدة.
وتستقطب جهات الرباط سلا زمور زعير وسوس ماسة درعة، ومكناس تافيلالت والجهة الشرقية والدار البيضاء وطنجة تطوان، أكثر من 56 في المائة من مجموع أفراد الوقاية المدنية على الصعيد الوطني، نظرا للكثافة السكانية بهذه الجهات وتعدد المخاطر. وأبرمت المديرية العامة للوقاية المدنية، في إطار التنظيم المالي لميزانياتها العامة للسنة المالية الحالية، عقود برامج مع مختلف القيادات الجهوية والإقليمية، تم بموجبها تفويض اعتمادات التسيير من أجل تدبير وتسيير الثكنات على صعيد التراب الوطني. كما أبرمت المديرية العامة عقود أهداف، فوضت بموجبها اعتمادات التجهيز من أجل بناء مراكز جديدة وترميم الثكنات الموجودة بهدف تحسين ظروف العمل والحياة لأفراد الوقاية المدنية داخل الثكنات. وبلغت نسبة تفويض اعتمادات ميزانية التسيير 39 في المائة، ونسبة تفويض ميزانية التجهيز لمختلف القيادات الجهوية 59 في المائة.
ويسود غموض كبير الإستراتيجية التي وضعتها المديرية العامة للوقاية المدنية التي قيل إنها ارتكزت على توفير وتوزيع الخدمات بطريقة متكافئة على مجموع التراب الوطني. ففيما يتعلق بمجال الاتصالات، قامت المديرية بربط كل من اليوسفية وسيدي سليمان ووزان وكرسيف ومولاي يعقوب وميدلت والفقيه بن صالح والدريوش وسيدي إفني بشبكة المعلوميات الخاصة بنظام الوقاية المدنية، واقتناء 19جهازا للتوجيه لإنجاز شبكة المعلوماتية بالوقاية المدنية، واقتناء قطع الغيار الخاص بمعدات الاتصالات اللاسلكية بكلفة 184.133.10 دراهم من أجل تنفيذ عمليات الصيانة لعتاد الاتصالات اللاسلكية لمختلف القيادات الترابية التابعة للمديرية العامة.
كما تم اقتناء 2000 بذلة للتدخل في إطار صفقة عمومية بتكلفة 1.099.768.80 درهما، تم توزيعها على أفراد الوقاية المدنية بكل من الدار البيضاء وتمارة والصخيرات وجهة الغرب الشراردة بني حسن ومدرسة الوقاية المدنية ومخزن الإدارة المركزية.
أما الألبسة التي تم اقتناؤها في إطار الصفقة العمومية بكلفة 7.837.761.60 درهما، فهي في طور التوزيع. كما تم تنفيذ الشطر الرابع من مخطط توزيع العتاد المعلوماتي على كافة القيادات الجهوية، وصيانة العتاد الموجود.
وبخصوص ترشيد نفقات التسيير، قامت خلية خاصة تابعة لوحدة التقييم والتتبع بالمديرية العامة للوقاية المدنية بمراقبة وتدقيق مالي لبعض المصالح للتأكد من صحة وواقع تنفيذ الصفقات المالية، وبسط التوصيات لتصحيح بعض أساليب التدبير، وتحسين مساطر العمليات المالية، خاصة منها فحص الدقة الحسابية والمحاسباتية للسجلات والمستندات، وفحص المعاملات والتأكد من تنفيذها، وفق القرارات والقوانين العامة، والتأكد أن العمليات المحاسبية تسجل في حينها في الحسابات المخصصة لها، وفي الفترة المالية المحددة