جيل الستينات بمدينة مراكش لم يكن له كبير إلمام بالتفاصيل الدقيقة ليلة “با با نويل.”كان المراكشيون يتعاملون مع مع هذا الحدث بنوع من الإحتراز ،إذ لم يكن بمقدور أحدهم حتى أن يجهر بالقول في هذه المسألة بإعتبار التوجه العام للمجتمع المغربي ، الذي كان يعتبر الانخراط في ما لا يتجانس مع رغبة المجتمع المغربي إنطلاقا من موقفه من الاستعمار وبعد مرور عقود تغيرت النظرة ، واصبح الإقبال على هذه الظاهرة من باب الحداثة والعصرنة ، فما الذي غير المغاربة حتى انصهروا مع العادات الدخيلة ،واصبحوا يتجاوزون الاقتداء في العمل والتصرفات بقيم المجتمعات الاخرى ، ما اثر في قاموس الإقتداء ، بل بتجاوز الاقتداء الى مرحلة الإبداع والإمتاع .
وقد ابدع جل المراكشيون في إستنساخ صورة المجتمع الغربي من خلال المشاركة في تخليد ليلة رأس السنة الميلادية ، فمدينة مراكش كباقي المدن المغربية عاشت ليلة مشتعلة وضارية في جدور الخلل والإختلال ، إذ أقبل جل الشباب المراكشي والأجنبي على إحياء ليلة راس السنة بإنفعالية تتجاوز حدود المنطق وتنافي قوانين السلامة البدنية ، إذ عرفت المناطق الكبرى ليلة حمراء وقودها الخمر والعربدة ،والحالة هذه، فإن ولاية الأمن عرفت نشاطا متزايدا ينصب في خانة الطوارئ وإستباق الأحداث ، فتجندت عناصرها للحيلولة دون وقوع المرتقب ، فأنبرت عناصرها الى التواجد في كل النقاط السوداء واستطاعت أن تكبح جماح عناصر الجريمة في المهد .فقياسا مع السنوات السابقة ،يمكن القول أن نسبة المشاحنات والعربدة عرفت تقلصا ملحوظا والادل على ذالك مرور هذه اليلة دون إزعاج يذكر لديمومة المستشفيات ، ولايعدو الامر أن تدخل هذه اليلة في الخط العادي والرتيب للمستعجلات ، وحتى الذين تم توقيفهم لم يتجاوزا سن الأحداث أغوتهم الخمر فتجردو من طيبوبتهم ليتحولوا الى معربدين ومشاكسين ، واحيانا قليلة حملة السيوف ، ولم يحدث ذلك رغبة في التحرر من الدواعي النفسية ، بل تحت تأثير المخدرات في أغلب الأحيان .
لقد مرت هذه الليلة دون حدوث إعتداءات مهمة ، اللهم الا ما كان نزوة وتغييب العقل.