ماالذي يدفع عنصرا أمنيا الى البوح بما يجبره على الإنتحار وأسرته امام رؤسائه يمثل هذا العنصرنموذجا لمسلسل طويل لمثل هذا الموقف الذي قد يعمد المهتمون بالأمر الى إخفائه رجاء ألا تتسرب وتنتشر في الجسم الأمني إنتشار النار في الحطب .
قد يكون إنتحار مواطن أمرا عاديا ، اما أن يقبل امني على التصريح وأمام كبار المسؤولين بأنه عازم على الإنتحار فأمر مستغرب خاصة وأنه يشعر (بالحكرة ) التي تصدر عن أشخاص يعتبرون العاملين تحت إمرتهم حلقة ضعيفة يمكن أن يمارس عليها كل أنواع الحيف بعيدا عن الرؤية الإجتماعية والأبعاد الإنسانية متناسين أن عنصرا امنيا شخص كباقي الأشخاص يحمل إحساسا مرهفا يرفض التطاول على حقوقه وإن الإضرار به يولد لديه الرغبة في الإنتقام من الغير (المتطاول ) وفي اقصى الحالات فقد يعمد الى الإنتقام من نفسه عن طريق الإنتحار الذاتي تاركا وراءه وضعا إجتماعيا مضرا بأسرته وأبنائه الذين يقضون بقية العمر فيما يشبه عالما كارثيا بإمتياز بفعل أمر واقع مرفوض يسامت تسلط رئيس لا يحمل قلبا رحيما إنما دأبه إدلال المتعاونين معه من العناصر الأمنية .
الأمن الإجتماعي والنفسي أصبح ضروريا وملحا داخل أجهزة الأمن عبر إشاعة الطمأنينة ورفع (الحكرة ) على الساهرين على أمن المواطن وراحته .
وإذا كان رجل الأمن الذي صرح بنية إقدامه على الإنتحار يقدر من جهة حول الممارسات الكبحية المستفزة كما يدرك أكثر هول إقدامه على مغامرت الإنتحار فما ذنب أبناءه وذويه ؟، موقف يحاكم المسؤولين على الظلم الذي ترفضه كل الأعراف والقوانين وتأباه المواطنة .
فهذا الواقع بتجلياته المأساوية يتطلب تفعيل خلايا إجتماعية نفسانية تنظر في واقع رجال الأمن بدل تطويق العناصر بترسانة من الأوامر الضاغطة والخطط التي تتجاوز قدرة الإنسان وتحيل الى الإستفزاز ما يتطلب أن يدرك هؤلاء المسؤولين أن الظلم ظلملت يوم القيامة