بعض من أصحاب الريع بساحة “جامع الفناء” بمراكش، لا يرضيهم، بل لا يرغبون في استتباب الأمن في هذه الساحة السياحية بامتياز، ولا يتورعون في معاكسة كل محاولة تروم إصلاح حال الساحة، مادام الإصلاح لا يخدم جيوبهم، ويعاكس رغبتهم في تكديس الأموال ولو على حساب القطب السياحي بمدينة مراكش .
في سابقة إصلاحية تتم عن تفهم ورغبة السلطات المختصة في طي صفحات التجاوزات التي ترتكب في حق السياح، وفي حق السياحة ذاتها، تم اتفاق بين المستغلين لفضاء الساحة على اختلاف أنواعهم ومستوياتهم والسلطات المحلية، على صرف النظر عن التجاوزات التي ترتكب في حق السياح من خلا تجنيد بعض معاوني بائعي المأكولات، وذلك، تيسيرا لتقديم خدمات مشمولة بحس حضاري، يجعل السائح يتفاعل وينفعل مع الخدمات الجيدة التي لا تقوم على الإكراه والابتزاز .
وقد جاءت هذا الاتفاق بين السلطة وبائعي المأكولات، بناء على ما لوحظ من تعسف يبلغ أحيانا درجة الإكراه والجبر، لغاية جلب السياح دونما إرادة إلى مطاعم ساحة جامع الفنا ، علاوة على ما تناولته بعض الصحف التي تمكنت من إماطة اللثام عن الواقع الكارثي الذي تعيشه السياحة المحلية من تناقضات ساهمت فيها أيادي خفية يهمها كثيرا الإثراء، على حساب تلوين الواقع بما يوافق رؤاهم ونظرهم للساحة.
وقد عرفت ساحة جامع الفنا أخيرا، تدخلا أمنيا انتهى بإلقاء القبض على مخالفين اثنين تطبيقا لما تم الإتفاق عليه، وبعد أن أقتيدا إلى مخفر الشرطة، حاولت عصابة ممن يناقضون الإتفاق إلى مداهمة المخفر موضع احتجاز الإثنين سالفي الذكر، وما كان ليتم ذلك، لولا تدخل ممن يفترض فيهم إضفاء الشرعية على تدخل رجال الأمن للحد من التطفل على ما سطر بين السلطة وباعة المأكولات، ماينم من جهة على يقظة رجال الأمن بالساحة وعدوانية الآخر الذي لا يرغب أن تسير الأمور وفق عقلانية تحمي السياحة والسياح.
هذا الواقع المر، أصبح يفرض تخلا صارما لحماية المستفيدين من الساحة، سواء أكانوا أجانب أو مواطنين.