فرغت أشغال الدك للبنايات المساوية التجاور أو تلك الملاصقة أو المجتزأة من مساحة التراجع للسور التاريخي بمراكش، عمليات الهدم لآخر بناية متضارعة مع ذات السور الذي فقد كثيرا من عناصر التصنيف التراثي طبق معاهدة روما للمحافظة على المواقع الأثرية، بفعل المظهر القبيح الذي أبدته عليه عملية البناء غير المهيكل ضمن نسيج العمارة الإسكانية بالمدينة القديمة، واستحداث الفتحات، وهما العمليتان اللتين شَنَّعَتْ باحتفاظ السور للخصائص المعمارية والمواد المستعملة في الإنشاء الذي يُرَجَّحُ في ما بين العام 1126 و 1127 ميلادية، ويقدر الجغرافي الإدريسي مسافة امتداده على 9 كيلومترات، كما تذكر ذلك المعلومات التاريخية.
عملية التقويض والتهديم والتَّضْضِيعِ لنفس البناية الأخيرة، وتحصل في السياق العام لتعليمات والي جهة مراكش-آسفي، عامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، لمغالبة ظاهرة البناء العشوائي في أشمل مظاهره، وهي العملية التي تم تسجيلها بحي “قبور الشو”، واستغرقت تدخلا امتد من مساء الإثنين 23 شتنبر 2019 إلى صباح الثلاثاء 24 نفس شهر نفس السنة، وأجريت بمنطقة النفوذ الترابي للمنطقة الحضرية (قشيش)، الخاضعة لمنطقة النفوذ الإداري مراكش المدينة، تأتي تتويجا للمسارات التوجيهية لتثبيت (سور مراكش) باعتباره معلمة بخاصية الحضور التاريخي في الذاكرة الحضارية المتعلقة بمجال العمارة، واستجابة للنداءات المهتمة بشأن التراث الثقافي المادي الذي يشمل المباني والأماكن التاريخية والتحف، ويتم العمل على حمايتها قبل سنوات في إطار البرنامج الملكي “مراكش الحاضرة المتجددة”، والذي يروم استعادة المدينة القديمة لمراكش أكثر من جمالية المشهد، ضمن إطار تجديد التهيئة والترميم للمباني، وضمن مسعى الإستعادة والإسترداد للمدينة القديمة (مراكش)، للقاعدة المعمارية التي دأبت عليها منذ تاريخ الإنشاء، وتندمج في سياقها الحرف والصنائع التقليدية.