أصلت رئيسة جمعية أصدقاء المدرسة العمومية، الأستاذة ليلى بن سليمان، في حديث صحافي مقتضب مع جريدة الملاحظ جورنال، مرجعيات الإنتباه إلى تكريس (جائزة أستاذ “ة” السنة) التي تشرف عليها “مؤسسة الزهيد للعمل الإجتماعي”، ضمن الزخم الكوني المتصل باعتبار المدرس والأستاذ في إطار المدرسة العمومية، المستحدث والمنشئ للثروة البشرية المستقبلية بمختلف الثقافات، حيث يراهن على الإطار التربوي في مد واستمرار التواصل للمجتمعات الثقافية، والتعاقب المتفق لتسلسلها التعبيري عن تأثير المدرس والأستاذ في جوهر العملية المنتجة والمصورة للأهداف المعرفية التي يلقنها في سياق التطور الذي يخضع لتدخل الأدوات الإنتاجية الحديثة، وفي اتفاق مع الأصول المادية التي تكشفت عنها تلك الثقافة وهذه المعرفة.
في نحو ذلك، تقول الأستاذة ليلى بن سليمان، رئيسة جمعية أصدقاء المدرسة العمومية، حول حضور الفكرة في أجندة المؤسسة، أن (الجميع قد تعب من تقاسم التجارب الجميلة في بلدان أخرى، وباعتبارنا مغاربة، نستحق الأجمل، سيما، وأن أساتذتنا متميزون ومعطاءون، لذلك، قررنا لإبراز هذه المواهب بثمين تجاربهم وإبداعاتهم، في أفق العطاء أكثر، ومن ثمة، كان هناك استغلال لمناسبة اليوم العالمي للمدرس، لإعطاء الإنطلاقة لهذه التظاهرة بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش-آسفي، والمديرية الإقليمية للحوز، وجمعية تنمية التعاون المدرسي بإقليم الحوز، وجمعية أصدقاء المدرسة العمومية).
وأوردت ليلى بن سليمان، رئيسة جمعية أصدقاء المدرسة العمومية، بأن (تظافر هذه الجهود هي التي اشتغلت على هذه التجربة، وعلى هذه المغامرة الإجتماعية الجميلة، ابتداءا من الخامس (5) أكتوبر الماضي)، مستزيدة القول في نفس التوجه بأن (التعاون هو سر النجاح، وسواءا في إطار التنسيق مع المسئولين، أو مع جمعيات المجتمع المدني التي لديها مصداقية)، متطلعة بالقول، بأن تجلب المبادرة (قيمة مضافة للحقل التربوي ببلادنا،) وإذ كشفت في نفس السياق عن حضور للإمكانات الداعمة لهذا الإهتمام بالحقل التربوي، وذلك، من خلال (الدراسات والبحث والنشر، وكل ما من شأنه أن يغني الحقل التربوي أو البيداغوجي، حيث تبقى المؤسسة مستعدة للإنخراط فيها).
ارتباطا بالموضوع، قد اختار البرنامج المهيئ لإنجاز جائزة أستاذ(ة) السنة برسم الموسم الدراسي 2018- 2019، وأعلن عن نتائجه السبت 12 أكتوبر هذه السنة 2019، ضمن لقاء تربوي ، احتضن فعالياته التي تتخذ شعارا عاما (نبني الإنسان لأجل الغد)، متحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش، بينما اندرجت جائزة أستاذ (ة) السنة في طبعتها الأولى في إطار شعار خاص (من أجل تكريس ثقافة الإعتراف وتحفيز المبادرات الرائدة في صفوف نساء ورجال التربية والتكوين)، (اختار) خمسة (5) مشاريع خاصة بمشاريع الأقسام صنف التعليم الإبتدائي وأقسام التربية الدامجة، ويستهدف من مبادراتها بلورة حس المواطنة في أوساط المؤسسات والمقاولات، لأجل المشاركة في المشروع التنموي للوطن، حسبما يستشف من بلاغ المؤسسة المرافق لحفل تتويج أستاذ (ة) السنة للموسم الدراسي الفائت 2018- 2019.
وأعد نفس البلاغ الذي تلقت جريدة الملاحظ جورنال نسخة منه، بأن المبادرة (مبادرة فريدة من نوعها وحلما لعدد من الفعاليات الاقتصادية والجمعوية، أصبح حقيقة بفضل مؤسسة الزهيد وشركائها)، وفي ما أظهر ذات البلاغ حجم المشاركات التي ناهزت 50 أستاذة وأستاذا، من سلك التعليم الإبتدائي، وأقسام التربية الدامجة، وتمخض عن هذه المشاركة إفراز 50 فكرة مشروع قسم، تناولت ما يقترب من 1500 تلميذة وتلميذ بالمؤسسات التعليمية الخاضعة للنفوذ التربوي بالمديرية الإقليمية للحوز، تبعا للمعلومات المتوفرة لجريدة الملاحظ جورنال.
وقد سجلت النتائج المعلن عنها في وجود شخصيات على صلة بالشأن التربوي، (مدرسون- أساتذة- متدخلون تربويين)، وبالشأن التدبيري المحلي، وناشطين بجمعيات المجتمع المدني، (سجلت) إحراز ” مدرسة الداقة” في المنافسة الخاصة بمشاريع الأقسام، بالجائزة الأولى، من خلال الأستاذ “إسماعيل بن التيس”، الذي حمل مشروع ” قصة طويلة من المتعلمين”، وفي ما آلت الجائزة الثانية “مدرسة تمصلوحت”، من خلال الأستاذة “خديجة البوعناني”، التي تقدمت بمشروع “أحبك يا رياضيات”، وفي ما عادت الجائزة الثالثة إلى الأستاذة ” فرح الوصريدي” من نفس “مدرسة تمصلوحت” عن مشروع “الارتقاء بتعلم اللغة العربية”، وفي صنف مشاريع الأقسام الدامجة، تقاسمت الأستاذتين ” منى الشويركي” و “بوشرى المجاهد” من ” مدرسة أولاد يحيى”، المهتمة بالتأهيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة، الجائزة الموضوعة للأقسام الدامجة في إطار جائزة أستاذ (ة) السنة برسم الموسم الدراسي المنقضي 2018- 2019، المستحدثة في إطار البرنامج التربوي لمؤسسة الزهيد للعمل الإجتماعي، وتمت في نسختها الأولى بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش-آسفي.
وفي ذات السياق تعمل مؤسسة الزهيد منذ تأسيسها سنة 2015، في إطار رؤيتها السوسيو-تربوية و في أطار الشراكة التي تجمعها بالأكاديمية الجهوية على المساهمة في تعزيز البنية التحتية لمجموعة من المدارس العمومية عبر الإصلاح، البناء أو الترميم (بالنسبة للبناء : مدرسة واد.الحجر نموذجا؛ و بالنسبة الترميم أو الإصلاح: عائشة أم المومنين، دار السلطان، أومناست).
و اليوم، تواصل هذه المؤسسة انخراطها و تعبئتها حول المدرسة العمومية من خلال الاهتمام بالمجال التربوي. وفي هذا الاطار أعطيت الانطلاقة جائزة أستاذ(ة) السنة الموسم الدراسي 2018/2019، بالمديرية الاقليمية للحوز، وذلك بتنسيق مع جمعية تنمية التعاون المدرسي وجمعية أصدقاء المدرسة العمومية.
وهذا خير تجسيد للتوجه الجديد نحو مناصرة المنظومة التربوية باعتبار المدرسة شان الجميع. وتبقى مثل هذه المبادرات محتاجة للمزيد من التشجيع خدمة للناشئة وللمجتمع.