لا تمر مبادرة أو حدث إلا ويسعى حزب المصباح إلى إستغلاله سياسيا، وإن كان ذلك عبر اللعب على الحبلين، فها هو بعد أن أفتى أحد قياداته، نجيب بوليف، بحرمة القروض التي سيستفيد من حاملو المشاريع، شرع في تنظيم لقاءات لعدد من الشباب حول “برنامج دعم وتمويل المقاولات، في عدد من المدن، فهل يروج المصباح“للمشاريع الرباوي”، وفق فتوى بوليف، لانه لا حلال ولا حرام في السياسة؟.
مباشرة بعد “فتوى” بوليف، نظمت شبيبة العدالة والتنمية، بإيعاز من العثماني، نشاطا لـ”تكوين” لشباب جهة درعة تافيلالت، على كيفية الولوج والإستفادة من هذا البرنامج الذي ينتظر ان يساهم في الحد من البطالة وخلق تنمية مستدامة في العالم القروي، ما يعني ان هذه اللقاءات لم تأتي في اطار واجب الأحزاب في المساهمة في تأطير المواطنين، وإنما لشيء في نفس يعقوب، الذي لا يخرج عن الجمع بين الشيء ونقيضه، لخدمة اهداف سياسية وتوجيه رسائل.
هذه الانشطة تهدف التى جعلها “البيجيدي” مطية لترويج خطاب وسط المواطنين بأن هذا البرنامج جاء في عهد حكومته وأنه من بنات أفكاره، ويحقق به وعود التنمية التي اطلقها في حملاته الانتخابية. كما ان فيها توجه رسائل للمؤسسة الملكية بكون ان “فتوى” بوليف والتي هي في الحقيقة قناعة لدى أغلب البيجيدين، ولو لا سياسة “التقية” التي يمارسها الإسلام السياسي” بطبيعته، ولولا رفاهية السلطة، لإتخذوا “فتوى” بوليف موقفا رسميا، ولا رأيتهم في شوارع الرباط يحتجون رافيعين شعار “لاتحلوا ما حرم الله”، كما سبق لهم أن فعلوا ردا على خطة إدماج المراة في التنمية.
على حافة “سكتة قلبية”، شبيهة بالسكتة التي وصفها الراحل الحسن الثاني، وتواجه تحولات جيوسياسية على المستوى الاقليمي والدولي تهدد مصالحها العليا، والحزب المترأس للحكومة وحلفاءه يتصارعون كما تتصارع الضباع على الجيفة، ومعارضة لا تجيد غير الخطابة والفرار. يا أيها الشعب هذه الحكومة وأحزابها دمى من ورقة عليها نفط قد إنزلق فبدلا من أن تلعنها أشعل عود الثقاب.