عائشة حدو أكبر معمرة بالجنوب الشرقي المغربي السيدة “ما عائشة” كما يحلو لساكنة المنطقة مناداتها من دوار تولوالت بجماعة اكنيون اقليم تنغير. تبلغ من العمر حوالي 130 سنة حسب عدد من الشهادات المحلية لصعوبة تحديده اداريا.ما عائشة عاصرت أربعة ملوك علويين وكانت شاهدة على عصر المقاومة والكفاح ضد المستعمر الفرنسي، لتكون بذلك قد عاصرت 5 ملوك علويين ..وهي الآن تنتظر مصيرها الذي تصالحت معه بهدوء في منزلها البسيط بالدوار.
لم تزر طبييا يوما يشير أحد المقربين منها و لم تتناول قط وصفة دواء اللهم بعض الوصفات الطبيعية التي تعدها بيدها أيام كانت لها القدرة على فعل ذلك. تعيش السيدة عائشة حدو على ما تجود به الطبيعة من حبوب وفواكه وخضر ويتكلف الآحفاد بالإعتناء بمتطلباتها المعيشية البسيطة.
السيدة عائشة حدو التي لا تفارقها الإبتسامة ترتسم على وجهها معاناة قرن من الزمان.. وتخفي وراء تجاعيدها العميقة قصصا وحكايات تستحق أن تكون مواد دراسية في النضال والكفاح.. وبالرغم من كونها تعيش حالة اجتماعية جد صعبة بسبب الحالة الفقيرة التي تتواجد عليها الأسرة إلا أنها تواجه الحياة بشجاعة وتصر على مواصلة العيش دون كلل ولا ملل .
انها ذاكرة المنطقة وتاريخها الحي يوضح أحد شيوخ القبيلة الذي يشير أن السيدة عائشة تعد جزء لا يتجزأ من القبيلة …فتحنا أعيننا في هذه الدنيا فوجدناها قطعت أشواطا كبيرة في معترك الحياة المليئ بالصخب والضجيج… عرفناها سيدة عظيمة وستظل كذلك حتى يختطف الموت أحدنا يضيف الشيخ.
يعتبرها ساكنة المنطقة أما لهم على إعتبار أنها عايشت معظمهم. البعض منا يأتي والبعض الآخر يذهب والسيدة عائشة لا تزال هنا … إنها أمنا.. معظمنا يناديها بهذا الإسم يقول أحد شباب الدوار .
السيدة عائشة حدو تحتاج الى إلتفاتة مجتمعية نوعية تقديرا لشجاعتها واحتراما لقيمتها التاريخية…فلتكن لنا الشجاعة لمد أيدي دافئة بيضاء لهؤلاء الذين كانوا يوما سببا في وجودنا.