اختتمت جمعية الأيادي المتضامنة الأسبوع الماضي برنامج المساعدة الإنسانية للمهاجرين في وضعية هشاشة الذي أنجزته بتعاون مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة و الذي امتد على مدة 6 أشهر كبرنامج نموذجي.
يندرج هذا المشروع في إطار استراتيجية العمل التي تنهجها الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، والتي تهدف إلى النهوض بوضعية المهاجرين وتقديم المواكبة الإجتماعية والإنسانية للفئات الهشة منهم.في هذا الصدد يهتم هذا المشروع بالمهاجرين الأكثر فقراً وإحتياجاً للمساعدات الإنسانية.
التوقعات الأولية للمشروع حددت المستفيدين في 250 مهاجراً، إلا أن طريقة التسيير الاحترافية و الانفتاح على المهاجرين جعلت عدد المستفيدين يفوق كل الاحتمالات ويتضاعف لأكثر من 3 مرات، ليصل إلى 866 مستفيداً و مستفيدة ينتمون إلى 23 جنسية مختلفة.
وقد تضمن هذا المشروع مجموعة من العمليات الكبرى يمكن تلخيصها في حملتين للمساعدة الإنسانية و الطبية للمهاجرين القاطنين بغابة الفنيدق المحادية لسبتة، و حملتي المساعدة الإنسانية للمهاجرين السوريين القاطنين بمدينة مرتيل، وحملة ملابس عيد الفطر لأبناء المهاجرين، و الاستشارات الطبية الأسبوعية وكذا المساعدات الإنسانية المسترسلة و المتتابعة بمركز التوجيه والإرشاد للمهاجرين.
ورغم نهاية المشروع فإن جمعية الأيادي المتضامنة المتواجد مقرها بمدينة تطوان عازمة على العمل على استمرارية أنشطة هذا البرنامج عن طريق تجديد الإتفاقية مع الوزارة أو مؤسسات أخرى أو عن طريق تكثيف التشبيك مع جمعيات المجتمع المدني التي شاركت معها في بعض الأنشطة.
فالنتائج المحققة في هذا المشروع جعلت من جمعية الأيادي المتضامنة واحدة من أهم الجمعيات المغربية العاملة في مجال الهجرة، و جعلت مركز التوجيه و الإرشاد للمهاجرين التابع لها من أهم المراكز المتخصصة في المغرب المهتمة بقضايا المهاجرين. و تجدر الإشارة كذلك إلى أن جمعية الأيادي المتضامنة هي بصدد إنجاز مشروع آخر يتعلق بمواكبة الإدماج الاجتماعي و الثقافي و التربوي للمهاجرين.
من خلال هذه التجربة الرائدة لهذه الجمعية يمكن القول بأن المغرب أصبح يتوفر على بعض النماذج الجادة لجمعيات المجتمع المدني، التي تقوم على الاحترافية في العمل و التخصص في ميادين الاشتغال.