الملاحظ جورنال / متابعة
يبدو أن توظيف الحيوانات من طرف الأحزاب السياسية في مدينة طنجة، لم يتوقف عند حد استعمالها كرموز من أجل الترويج لأجندتها الانتخابية برسم استحقاقات 4 شتنبر المقبلة، فقد تجاوز الأمر ذلك، ليتم استعمال بعض أنواع هذه الحيوانات بشحمها ولحمها، في النيل من الخصوم والمنافسين، مثلما حصل هذا الأسبوع بحي “بئر الشيفا” في مقاطعة بني مكادة.
وتعود تفاصيل هذه الواقعة المثيرة، عندما ظهر كلب وحمار، وقد تم إلباسهما منشورات انتخابية لأحد الأحزاب السياسية المتنافسة في مقاطعة بني مكادة، وسط تجمع لعشرات من سكان حي “بئر الشيفا”، انهالوا بوابل من التعليقات الساخرة على المشهد، تعبر عن مواقف متباينة من العملية الانتخابية المتواصلة حملتها الدعائية إلى غاية الثالث من الشهر المقبل.
مقربون من الحزب الذي تم إلباس هذين الحيوانين لمنشوراته الانتخابية، لم يتأخروا في توجيه اتهام مباشر إلى أحد المرشحين البارزين في المنطقة، الذي يعتبر من أكبر المنافسين على رئاسة مجلس المقاطعةّ، ويحاول جاهدا النيل من خصومه بأية طريقة.
وبالرغم من أن الجميع أدرك منذ الوهلة الأولى، أن توظيف الكلب والحمار، على هذا النحو يحمل تصفية حسابات واضحة بين الخصوم الانتخابيين المتنافسين بالمنطقة، إلا أن العديد من المتتبعين، رأوا أن المشهد يحمل أبعادا أكثر دلالة “فهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إعادة الاعتبار للحمار والكلب، الذين يعتبران أكبر الغائبين ضمن باقي الحيوانات التي يتم اختيارها كرموز”، يقول أحد النشطاء في تعليقه على الصورة التي لقيت انتشارا واسعا على موقع الفيسبوك.
غير أن ناشطا آخر لم يوافقه الرأي بتاتا، حيث اعتبر أن “الحمار والكلب تعرضا لظلم أكبر بعد أن تم استغلالهما في حسابات سياسية قذرة”، فيما رأى ناشط آخر أن هذا السلوك يعكس المستوى الأخلاقي لكثير من المرشحين الذين سيمثلون المواطنين في المجالس المقبلة.
وإذا كانت هذه الطريقة في النيل من الخصوم الانتخابيين، تحيل إلى اختيارات مجموعة من الأحزاب السياسية لرموز الحيوانات، وفق قرار لوزارة الداخلية يهم الرموز المخصصة لقوائم مرشحي الأحزاب، فإنها تفتح الحديث أكثر عن طرق تصنف في خانة أسلوب العصابات والبلطجة.
وتتحول مناطق مقاطعة بني مكادة، خلال الفترات الانتخابية، أشبه ما يكون بكعكة يقتسمها مرشحون، حيث يحرم كل مرشح على منافسه انتهاك حدود نفوذه في إطار الحملة الانتخابية. وبين الفينة والأخرى يتحول حي أو أكثر إلى ساحة حرب بين أنصار هذا المرشح وأتباع ذلك، والسبب هو تحدي أحد الفريقين لحدود الآخر.
وفي مقاطعة السواني، منع مجموعة من الأشخاص، مؤخرا، أتباع أحد الأحزاب المتنافسة من تعليق منشورات انتخابية، وكادت الأمور أن تسير نحو الاحتقان لولا تدخل بعض “حكماء” المنطقة الذين نجحوا في التوصل إلى حل يرضي الطرفين بشكل نسبي.