ازدحمت مواقع التواصل الإجتماعي وتناقلت من مستشفى {إبن زهر/المامونية} بمراكش، خلال الفترة الأخيرة من المرحلة الثانية على انتشار وتزايد أعداد المصابين بفايروس كوفيد 19/كورونا، بجم المشاهد المقلقة للوضعية الوبائية التي انتهت إلى مضاعفة المعدل اليومي للإصابة، المسجل خلال مرحلة الحجر الصحي إلى 3 أضعاف، وأتت مختلف الدوائر التي تدير وطنيا، جهويا ومحليا عمليات المواجهة والمناضلة للفايروس، تزامنا مع التحضير واستقبال التخفيف الجزئي للحجر الصحي، على التنبيه والتحذير ودعوة المواطن إلى إطالة الأخذ بالإجراءات الحمائية والتشديد في تطبيق البروتوكول الوقائي الذي حقق مردودية حميدة خلال المرحلة الأولى من انتشار الفايروس، (التنبيه) إلى التهديد الذي لا يزال يلازم السلامة الصحية، وأيضا النظام الصحي، وذلك، ضمن ما يشير ويخطر، بأنه في حالة التخلي أو إبطاء البروتوكول الوقائي سيبيت {الإرتكاس} وضعا مرتقبا، سيما بمدن كبرى (الدار البيضاء- مراكش- طنجة}، وهو ما قد تحقق فعليا بذات المدن التي أظهر كثير آهليها غيابا في الإستجابة للتنبيه والتحذير المطلقين لاستدامة التعليمات الصحية للوقاية من الفايروس على غرار مراكش، ثم إلى ذلك، أسلوب {التشنيع} الذي رافق تذييع تلك الصور الملتقطة أو {المسجلة/صوت وصورة} على {السوشيال ميديا}، وانعطفت تعليقاته المكتوبة على ركب {التعيير} و {القبح} و {الإغتياب} للمؤسسات التي هيأت التجاوز {الآمن} للمرحلة الأولى من انتشار الفايروس، والذوات التي عملت على تدبير هذا التجاوز الآمن في إطار الواجب الوطني(سلطات محلية- أطباء وممرضين- رجال الأمن، جمعيات- عمال النظافة..).
لا ينكر أو يكتم أو يكفر بأن الوضعية الوبائية المترتبة عن الفايروس التاجي كوفيد 19/كورونا، قد بلغت غير المأمول في حصوله على مستوى عمالة مراكش في إطار هذه المرحلة الثانية من انتشار الفايروس، كما لا يمكن استبشاع أو استهجان أو استقباح التدخل الذي تبديه السلطة المحلية لأجل استدامة الحماية الصحية، وأيضا أدوار الأطر الصحية بنفس المدينة في هذه الإستدامة خلال نفس المرحلة الثانية لانتشار الفايروس، وقرئت مادتها الإعلامية باعتبارها تمثل (انهيارا) للنظام الصحي بنفس المدينة، وباعتبارها أيضا دليل استقواء للمادة الإعلامية التي تنضح (خيبة) بمواقع التواصل الإجتماعي، بالقدر الذي يعد صدورها {استغاثة} ودعوة إلى {التصحيح}، وتوجيها إلى إعادة {الإعتدال} للنظام الصحي المتأذي من ارتفاع الإصابة، وإلى {تكميل} التغطية الصحية للمصابين في إطار نفس المرحلة، أي أنها دعوة إلى المبادرة والتدارس واقتراح الحلول بقصدية {التنبيه} إلى التهديد الماثل، وبقصدية تجميع الجهد وتوحيده لتجاوز معطيات المرحلة الوبائية للفايروس، بمعنى أن تلك الدعوات من الأطر الطبية وهيئة التمريض بالمدينة، تصعد استقراءا للتاريخ الإلتحام الوطني في مواجهة الخطر، وتعبئ الإرادة الوطنية للإنخراط والمشاركة المسئولة في عراك التخفيف من انتشار الفايروس، كما تبتغي استنهاض كافة مكونات المجتمع المحلي للعمالة مراكش، بمناطق {الهشاشة} التي تشمل المشككين في وجود الفايروس، وتضم الخالعين عن السلامة الصحية التعليمات الوقائية، ومناطق {الإطمئنان} التي تجمع الخاضعين للتعليمات الصحية وإرشادات الحماية من الفايروس، لأجل تثبيت البروتوكول الوقائي باعتباره إجراءا كفيل بتحقيق {السلامة الصحية}، والإبتعاد بالنظام الصحي عن {الضغط} ومن ثمة الحماية من {الإنهيار}، وبالتالي، تعميق المردودية الحميدة في إطار نفس المرحلة التي تثابر السلطات المحلية بالمدينة لأجل توقيف حصيلتها التي تظل مقلقة، وتدرك الإكراهات التي يلقيها الرهان الصحي على تدبير المرحلة، والتي تجدر للقفز عنها مجموعة التدابير الموصوفة مؤخرا من قبل سلطة الوصاية بولاية مراكش-آسفي، سلطة عمالة مراكش، وأيضا، مجموعة التدابير التي ساقها حضور وزير الصحة، وتلتقي مع ما قد تم تحضيره من قرارات على مستوى عمالة مراكش للخروج بالعمالة مما وصفه {هشتاق} على مواقع التواصل الإجتماعي {اختنافا}.
شبيه هذه التأويلات لما اعترك مؤخرا بساحة التصريحات {المذممة} و{المسفهة} بمواقع التواصل الإجتماعي، لجهود تجاوز نفس هذا الإختناق، أخفاه {اغورار} الرؤية المتصلبة التوجه نحو تبديد الإستذكار باعتباره آلية استعادة التفكير في ما يستصعب على لحظة {التأزيم}، وتدارس ما قد يظهر في صدامية اللحظة يستحيل عن التحقق، ومناولته بجرأة نظرية تلقي استدراكات علمية تحول المستحيل إلى {ممكن}، وهذا دأب القوة الإقتراحية المتخصصة، ذلك، أن {المداواة} و{الإشفاء} ينظر مثيلا لباب {الإفتاء}، هو رهن شئنا أم أبينا {بأهل العلم}، ثم أن أسلوب التقديح للجهود، بالإضافة إلى أنه يعبر عن {العقل الإنهزامي}، هو يقوم على ما يعرف في علم الأساليب {الثالوث المدمر} للمجتمعات، والمركب من (الشك والتبخيس والتحقير)، لأجل ترخيص وتحقير الدور المحوري للعمل الموجه في إطار المرحلة الموسومة بتهديدات أن تطال الإصابة نسبة أعلى وأكبر، وحيث بالنظر إلى هذا الأسلوب الذي اكتسح تدخل مواقع التواصل الإجتماعي، أسلوبين من بين الثلاثة أساليب المكونة للثلاثية المدمرة، (التحقير والتبخيس)، وهما إلى جانب (الشك) معول “التخريب” للجهود، باستغلال يغمط ويستفظع {الإيجابي} باستثمار لبعض {نقص} أو {خزاية} أو {سوءة} أو {غضاضة}، ويتبرأ ويتبرم عن كل الوقفات التي يسجلها مقياس التقدم في محاربة الجائحة أي جائحة، من قبيل الوقفة التي أمضاها والي ولاية مراكش-آسفي، عامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، التي قربته من مراحل الأشغال الجارية لتنصيب الخيمة الطبية بمستشفى إبن طفيل بمراكش، والتي يجري إعدادها للتكفل بمرضى كوفيد 19/كورونا، مجهزة بالأوكسجين الذي شكل أحد المعضلات الكبرى في الآونة الأخيرة لعلاج مرضى كوفيد 19بالمدينة مراكش، وحيث من المنتظر أن تحضر بنفس الخيمة الطبية طاقة إيوائية تضيف 100 سرير مخصص لعلاج حالات ما قبل الإنعاش بحسب المعلومات المتوفرة لجريدة الملاحظ جورنال.
إجمالا، كوفيد 19/كورونا يدعو إلى تغليب أفضل ما فينا على الأسوء ما فينا.