تقديرا لمؤازرة المواساة التي تلقتها العائلة الكبيرة {السيدي}، فور إعلان الرزء ونعي الدكتور مولاي رشيد السيدي، المناضل النقابي والسياسي والجمعوي، والتربوي والمهني، ارفع العائلة شكرها وامتنانها للذين تقدموا بالتعازي المفعمة بالعرفان الكبير للعمل النضالي الذي قدمه الرحيل على مستويات العمل النقابي والسياسي والثقافي والمهني، من خلال رسالة شكر تلقتها جريدة الملاحظ جورنال من المصدر، الأستاذ عبد الرزاق القاروني، تعمل الجريدة على نشرها كاملة.
نص الرسالة
بعد التحية والسلام،
أتقدم باسمي كأخ للفقيد محمد رشيد السيدي، ونيابة عن أسرتي وفي مقدمتها أمي الحاجة فضيلة لغزايل وابنائها وبناتها،ونيابة عن ابنائه محمد سالم وبسمة السيدي وزوجته خديجة لمريني،وكذا نيابة عن كل أفراد العائلة.
أتقدم بعبارات الشكر والتقدير لكل من قدم لنا التعازي والمواساة في هذاالفقد الجلل الذي لحق بنا، غياب عزيزنا وأخينا العظيم محمد رشيد السيدي، جزيل التقدير لكل من واسانا في خطب الفقد الجلل من هيئات ومؤسسات وشخصيات وأصدقاء ورفاق وأهل.
نتقدم، أيضا، كأسرة وكعائلة بجزيل الشكر والامتنان والتقدير والعرفان لكل من قدم لنا التعزية الصادقة والمواساة الحسنة في وفاة أخينا،ونسأل الله تعالى العزيز الرحيم أن يجنبكم الشـر، وأن يحفظكم ذخرا وسندا كبيرا وعزيزا لنا، وأن يرعاكم بعنايته وأن بجنبكم كل مكروه.
فصبرا جميلا أمنا جميعا الحاجة فضيلة لغزايل، على هذا الفقد الجلل لفلذة كبدك، وصبرا جميلا لكم جميعا فمحمد رشيد السيدي هو فقد للأسرة الوطنية بكل مشاربها كما قيل في حقه.
إنني أعزي نفسي قبل أن أعزي أمي وأبناء الفقيد محمد سالم وبسمة وزوجته وأبنائي وإخواني وأخواتي الأعزاء والعزيزات مباركة وحفيظ وفتيحة وعائشة وجميلة وسلامة وسعيدة وبشرى وكل أبنائنا وبناتنا وكل أصهارنا وكل الأهل والأصدقاء وكل من عرفه وخبر الفقيد إخلاصه ومحبته لوطنه.
أحس اليوم بمرارة فراق أخي محمد رشيد مرارة فراق تاريخ مشرف ومسار عائلي مليء بلحظات الدفء وخصال القيم والمواطنة…قولا وفعلا،وسط أسرة تعتبر من صفوة الصفوة تاريخا وعلما وقيما وتربية كما قيل في مواساتكم.
أحبائي إن رحيل أخي الرجل الشهم والمناضل الخلوق والصديق العزيز الوفي، والمثقف المناضل، كما قيل في تعازيكم، كان دائم الحضور في معارك النضال النقابي والسياسي والجمعوي، والتربوي والمهني، مارس السياسة بأخلاق عالية لم يساوم على مبادئه، ولم يتخذ السياسة مطية للوصول لأهداف خاصة أو الحصول على مكاسب.
لا أصدق يا أخي أنك غادرتنا إلى الأبد، كنت تقول لي دائما عند كل زيارة لك، إن الأمر بسيط وأن التحاليل الطبية جيدة، وأمني نفسي أنك ستشفى وتعود إلينا بابتسامتك المعهودة، ولكن القدر شاء غير هذا.
فلتنم قرير العين أيها العزيز الرشيد، فقد أوفيت بما عاهدت به ولم تبدل تبديلا.
وللتذكير، فقد شيع جثمان الراحل الدكتور مولاي رشيد السيدي إلى مثواه الأخير، يوم الإثنين 8 مارس الجاري بمقبرة الشهداء بباب دكالة، بجانب والده الفقيد محمد سالم السباعي، بعد صراع مرير مع مرض عضال، وحضر الجنازة العشرات من أصدقاء وأهل ومعارف الفقيد في درب النضال السياسي والثقافي والتربوي والجمعوي والمهني، من شخصيات ثقافية وإعلامية وسياسية وتربوية، إلى جانب أفراد أسرته، الذين ودعوه في جو من الخشوع وألم الفراق.
شكرا لكم ولكن جميعا على بذخ كلماتكم في تقديم التعازي للأسرة والعائلة، ولقد أجمعت على قول الحق وبأن الفقيد كان رجلا رفيعا ومن سادة جيله بذلا وعطاء و نبلا…،وفقدانه هو فقد للأسرة الوطنية بكل مشاربها، وكما قال أخوه وأخي عبد الحفيظ السيدي: “كان الفقيد غيورا حتى الثمالة في حمية أهله وأقاربه وحيّه ومدينته ورفاقه وأصدقائه ونقابته وتنظيمه وجمعياته ومبادئه، ولم يتجاهل دينه وقبيلته السباعية، وفي كل محيطاته التي له بها صلة وناضل من أجل صلاحها، و لم يكن ينام له جفن حتى يطلع على كل أحوالها ويتعرف على كل أخبارها، ويساهم في رد أكرابها والإسهام في زرع أسباب رتقها ولحمتها…
هذا هو محمد رشيد السيدي الذي فقدناه اليوم، شكرا لكم جميعا على مواساتكم وتعازيكم وعلى نبل قيمكم واصالة تربيتكم، واسمحوا لي أن أتقدم أمامكم بخالص التعازي لأم الفقيد وأمنا جميعا الحاجة فضيلة لغزايل،وهي المعلولة الأولى بضيم موت أخينا. لقد قالت لي عبارة مؤثرة جدا جدا، فبعد عناق وأنا أواسيها في فقيدنا، قالت: “أتعرف يا بني ما معني أن تدفن الأم ابنها، أتعرف ألم ذلك وآثار جرحه العميق الذي سيبقى دفينا في جوارحي وروحي ما حييت…”.
نم يا أخي قرير العين، لأنك في داخلنا، ملحمة حب صادق كما هي أمنا وأمك، التي أرضعتك ذلك منذ صباك، ورافقتها لأداء مناسك الحج والعمرة، فخورون بك ومعتزون بانتمائنا جميعا لأسرة من أب عالم ومثقف عصره وأم من أصول نبيلة…، احتضنتنا واحتضنت أصدقاءنا، بكل حب وكرم ونبلإنساني…
نم مطمئنا لقد كان الجميع يحبونك، أبناؤك وأسرتك وعائلتك وأصدقاؤك، الذين جعلوك، عن حق، قدوة للأخلاق والسلوك النبيل والمبادئ الطاهرة والمواقف المنصفة، والجميع سيبقى يتذكر شيمك وخصالك وشيم وخصال كل أفراد أسرته، التي كانت نتيجة تربية أسرية ونتيجة أصول أخلاقية وثقافية ممتدة، عبر الزمان وعبر التاريخ الأسري، قيم النبل والحس الإنساني والمواطنة الفعلية والوطنية الصادقة… والتعاطف والتضامن والتآزر.
أحبائي، أسرتي، أمي، أصدقاء الفقيد: إن محمد رشيد السيدي الآن إلى جانب رب العالمين مطوقا بكرمه الرباني العظيم، لأنه كان رجلا مؤمنا بحقوق الله وهي الخير وخدمة الإنسانية كأعظم الأمور التي قام بها بكل نبل وفرح وعطاء وسمو… كما قالالأستاذ والصديق أحمد شوقي بنيوب، المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان.
لروحك أخي محمد رشيد السيدي السكينة والسلام والطمأنينة والرحمة والمغفرة والخلود مع الصديقين والشهداء والصالحين والصبر والسلوان لنا جميعا …
فقد كانت لتعازيكم الرقيقة أبلغ الأثر في نفوسنا فإليكم خالص الشكر المقرون بصادق الود والوفاء، لا نملك إلا أن نقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرا منها).
وأخيرا، أود أن أقول لكم شكرا جزيلا لبذخ كلمات مواساتكم وتعازيكم التي كانت رسائل دفء ورسائل اعتراف بقيم الفقيد وقيم أسرته وصفاء سريرته وسريرة أسرته، إنها شهادات سنظل نعتز بها ماحيينا ونعدكم أننا سنواصل المسير في الشهامة والقيم والنبل والسمو الإنساني.
والسلام
ذ.عبد العزيز السيدي
نيابة عن أسرة وعائلة الفقيد