مازالت صورة الطفل المغربي الذي كان يستعطف جنود إسبان السماح له بالخروج من مياه البحر بعدما وصل إلى شاطئ سبة سباحة بالاستعانة بقرورات فارغة (مازلت) عالقة في أذهان الكثير من ساكنة العالم ممن شاهدو الشريط الذي وثق هذه المشاهد.
الطفل الذي عرف فيما بعد أن اسمه أشرف أثار اهتمام العديد من الجمعويين وأصحاب النوايا الحسنة، وسارع الكثير منهم إلى محاولة تقديم يد العون له، خاصة أنه يتيم الأبوين، لكنه رفض وتشبت بحلم العبور إلى الضفة الأخرى، إلا أن جمعويا شهيرا يدعى جلال اعويطا استطاع إقناعه.
عويطا قال إن اللقاء بأشرف تكلل بالنجاح، وتم الاتفاق على نقاط كثيرة معه وأسرته، منها تغيير منزلهم العشوائي الضيّق جدا الأسبوع المقبل، وعودة أشرف للتكوين والتحاقه بنادٍ رياضي وغيرها .. هذا عن اللقاء !
وأكد اعويطة ” سبب اللقاء هو الصورة التي هزتنا جميعاً لأشرف وهو يصارع البحر بحثاً عن مستقبل كريم في دولة مجاورة”، مضيفا في تدوينة فيسبوكية “أعلم أن هناك صوراً كثيرة للآلاف مثل أشرف لم تصلنا وأن هناك مشاهد لم يتم التقاطها أصلا كانت أشد وأقوى، نحن أمام واقع صعب جدا.
“حالة أشرف صعبة جدا”، يقول المتحدث ويردف “عاش اليُتم بكل معانيه منذ الصغر بحجم حرمان كبير جداً، لا أب لا أُم، حتى صارت أسمى أمانيه ملابس جديدة كبقية أبناء المغاربة، رُبما قد تجد العذر لأشرف حين اختار المجازفة بحياته أمام الواقع الذي يعيشه، لكن لا عذر لنا جميعاً إن لم نستطع تغيير واقع أشرف وغيرِه من المغاربة الذين يُعانون بشكل خيالي”.
ويرى اعويطا أنه “يجب، أمام هذا العجز الحكومي الحاصل، أن تتضاعف جهود الجميع من أجل عمل اجتماعي تضامني قوي حتى نتجاوز الأزمات الحالية”.