عماد بنحيون
مثير للشفقة أن تسمع أو تقرأ لشخص يريد أن يشوش على زيارة جلالة الملك محمد السادس لأقاليم المغرب الصحراوية، فبغض النظر عن حتمية تبعيته لمنظومة أصبحت الكراهية منهاجا لها، وأعمت قلوب أزلامها وجعلتهم أعداء النجاح بامتياز ، فإنه مخطئ أن يصدق أنه قادر أن يشوش عليها مهما كان وكيفما كان سيده ، سواء كان دولة أو عصابة، لأنه يكفيه الاطلاع على ماقاله المؤرخون، ليجد أن ملك المغرب كان يحكم من بلاد العدوة، من جزائر بني مزغنة إلى طنجة، إلى آخر السوس الأقصى، إلى جبل الذهب من بلاد السودان، ومن شكك في ذلك، فعليه ب”الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس” ليأتيه بالخبر اليقين.
لذا ، فهذه الزيارة كفعل عودنا جلالته القيام به منذ اعتلائه على عرش أسلافه المنعمين، ليست هي الاولى، وما هي الى سلسلة من المبادرات التي يقوم بها الملك، لاطلاع، عن قرب، على المشاريع التي سبق له أن أعطى انطلاقتها أو سيعطي انطلاقتها، وكذا على احوال شعبه العزيز في كل مناطق المغرب. بالرغم من أن ما ستحمله حتما من مبادرات رائدة كما عودنا جلالته، هي التي أخافت الأعداء الذين شكلت لهم السياسات المغربية الاقتصادية والتنموية عقدة لا حل لها، بالإضافة لما لهذه الزيارة الميمونة من رمزية كبيرة لمناسبة عظيمة تؤرخ لحدث القرن وهي المسيرة الخضراء.
وما لا يعرفه هذا الذي حركه حقده للتشويش، أن العيون المغربية على العهد للسلطان باقية، لسبب بسيط هو ان قد سبق للاستعمار بالمغرب،قبله، ان أصدر الظهير البربري للتفرقة بين المغاربة ولم يزدهم به إلا لحمة ومطالبة موحدة بالاستقلال، لذا فما ينصح به، كل حقود، هو ان يأخذ العبرة من المغرب وملك المغرب و أن يسعى إلى النجاح بدل السعي إلى إفشال وعرقلة مسير الغير، لأن المغرب سار و يسير وسيسير إلى الرخاء والنماء على صعيد مختلف أقاليمه. لان هذه المناطق ستعرف بزيارة الملك ما عرفته باقي المناطق المغربية من طفرة نوعية ودفعة قوية بفضل المشاريع القوية التي سيعطي انطلاقتها بهذه المناطق الحبيبة على غرار باقي المناطق المغربية وترسيخ الجهوي في شكلها المتقدم.
فليعلم صاحبنا، أيضا، أن القبائل الصحراوية المغربية إلى جانب القبائل المتواجدة بباقي ربوع المملكة، كانت ولازالت، السبّاقة، دائما، إلى إعلان بيعتها وولائها لسلطان المغرب، فهي أول من بايع ا لمولى إدريس، منذ سنة 172ﻫ/789م، وليعرف أن المغاربة قد امتزجت أنسابهم وأعراقهم فيما بينهم عرب وأمازيغ وحسانيين، لان أم المولى ادريس الثاني أمازيغية وهي كنزة الأوربية، ابنة زعيم قبيلة أوربة الأمازيغية التي تزوجت من إدريس الأول العلوي، وأم المولى عبد الله صحراوية هي خناتة بنت بكّار بن اعلي بن عبد الله زعيم البراكنة، وقد كانت مستشارة لزوجها المولى اسماعيل أكثر من ربع قرن كما كانت عالمة وفقيهة، كتبت على هامش الإصابة لابن حجر وأشرفت على تربية حفيدها سيدي محمد بن عبد الله الذي أصبح بدوره سلطانا.