كشفت صحيفة “الإسبانيول” عن خسائر بالملايين تكبدتها إسبانيا في ما سمته بـ”الحرب الأخرى التي يشنها المغرب عليها”، والتي كلفته 75 مليون أورو من الخسائر المالية.
وقالت الصحيفة المذكورة، إن “المزارعين يشتكون من كون المغرب تصدر ثمارها بمعايير وتكاليف أقل بكثير من تلك المطلوبة في إسبانيا”، موردة أن “75 مليون يورو هو مقدار الأموال التي وضع فيها مزارعو ألميريا المكرسون لزراعة البطيخ خسائرهم هذا العام. لم تكن حملة الجني جيدة وتدخلت في هذه الخسائر عدة عوامل، على سبيل المثال، أدت درجات الحرارة المنخفضة إلى إبطاء استهلاك هذه الفاكهة. لكن المشكلة التي تقلق المنتجين الإسبان هي المنافسة من دول ثالثة.،خاصة من المغرب”.
وأوردت “الإسبانيول” أن “حملة البطيخ في ألميريا انتهت الآن”،مضيفة أنه “إذا كانت هناك صورة توضح كيف سارت الأمور، فهي صورة لآلاف من الفاكهة ملقاة على الأرض، ولا حتى أقدم مكان يتذكر مثل هذه الأسعار المنخفضة”، معتبرة أن “المنافسة وحشية، وفي بعض الحالات، غير عادلة، إذ تقوم دول مثل المغرب أو السنغال بتصدير الفاكهة بشكل متزايد إلى أوروبا، حيث تختلف معايير الجودة الخاصة بها بشكل كبير عن تلك الموجودة في أوروبا”.
ونددت جمعية المزارعين الشباب(asaja)، علنًا بهذا الوضع خلال الحملة الموسمية للجني،مؤكدة على أن “هناك إحباط عام بين المزارعين، نظرا لوجود كمية هائلة من المنتجات الأجنبية قادمة لمنافستهم، وأن الحل بيد الاتحاد الأوروبي، الذي يجب أن يتحكم في دخول المنتجات من دول ثالثة في الحال “، حسب ما نقلته الإسبانيول، مضيفة أن “المزارعين يائسون في مواجهة الوضع الحالي والآتي، لأن المغرب لا يتوقف عن النمو”.
يأتي هذا في ظل التوتر الحاصل بين كل من المغرب وإسباني، حين استقبلت إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للاستشفاء فوق ترابها، في 18 أبريل المنصرم، بشكل متستر دون إخطار مسبق المغرب، عجل من شد حبل التوتر بين الجانبين والذي بلغت ارتداداته حد استدعاء الجانبين لسفيرة المغرب بإسبانيا للتشاور.
علاوة على ذلك، تصاعد هذا التوتر بعد رشق إسبانيا المغرب باتهامات سماحها لآلاف المغاربة بالهجرة الجماعية إلى سبتة المحتلة، منذ الإثنين 17 ماي الجاري، وهو ما عمق التوتر بشكل لافت، وأربك حسابات الجارة الإسبانية، ما دفعها إلى تغيير حكومي كان أبرز تغييراته استبدال آراتنشا غونزاليس لايا، وزيرة الخارجية الإسبانية التي تردد اسمها كثيرا في الازمة بين الرباط ومدريد.